الرباط - المغرب اليوم
اختفى ثلاثة شبان أعمارهم لا تتجاوز 17 عاما بشكل غامض من مدينة تطوان، فيما يعتقد بأنهم قد غادروا البلاد نحو إحدى الجماعات المتطرفة. اثنان من الشبان الثلاثة -بحسب مصادر من عين المكان-يدرسون في مدرسة الإمام الشاطبي للتعليم العتيق، فيما الثالث، فيدرس في مستوى الباكالويا بإحدى الثانويات. وجميعهم بحسب مصادر ، ذوي ميول للتيار السلفي.
والد أحد الشبان واسمه صهيب الزنطار (16 عاما)، قال لـ إن ابنه اختفى يوم السبت بعد مغادرته للبيت متوجها إلى مدرسته، “وتوجهت إلى قسم الشرطة، وأعطيتهم المعلومات المتعلقة بابني، كي يدرجوه يبحثوا عن مكان وجوده”. والد صهيب ليست لديه أي فرضية حول المسار الذي يمكن أن يكون ابنه قد قطعه منذ يوم السبت: “بصراحة، ليست لدي أي فكرة عن وجهته”. صهيب، بحسب مصادر أخرى، ودع والدته ذلك الصباح، بشكل يوحي بأنه لا ينوي الرجوع. ثم أغلق هاتفه بمجرد خروجه من البيت. لكن عائلته تتمسك بخيط رفيع من الأمل، لاسيما أن أحد الشبان الذين رافقوه، أخبر عائلته بأنهم سيتوجهون إلى مدينة أكادير، بيد أنه في الغالب قال لهم ذلك بهدف التمويه فحسب.
صهيب الزنطار كان رغم صغر عمره، نشيطا في اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، وهي تكتل للسلفيين الذين يضغطون لتحسين ظروف عيش سلفيين معتقلين في السجون المغربية، وقد حضر لوقفة عقدها هذا التكتل يوم الجمعة الفائت، أي يوما واحدا قبل اختفائه، وألقى خطابا يندد فيه بما يحدث لأقلية الروهينغا المسلمين في بورما.
وبحسب مصدر مطلع، فإن الأبحاث الجارية ستوضح الطريق الذي قطعه الشبان الذين يبدو أنهم خططوا لرحلتهم على نحو جيد، وقال محمد حقيقي، وهو معتقل إسلامي سابق، ويتابع هذه القضية بصفته فاعلا في الدفاع عن حقوق الإنسان، “إن الفرضية الرئيسة هي أن الشبان قد التحقوا بإحدى الجماعات في بؤر التوتر، لكن من الصعب التكهن بوجهتهم بشكل نهائي، لأن تنظيم “الدولة الإسلامية” لم يعد يستقبل مقاتلين جدد، وغالبا، إن كانت خطتهم هي الالتحاق بهذه الجماعات، فإنهم سيكونون قد غيروا وجهتهم نحو بلاد أخرى غير سورية”. وأضاف متحدثا إلى “أخبار اليوم”، أنه “إذا ما تحققت هذه الفرضية، فإن مبعث القلق سيكون في وجود بنية نشطة ومستمرة في عملها لتجنيد الشبان في المغرب، لكننا لا نعرف ما إن كان هؤلاء الشبان خططوا للأمر ، بشكل مستقل، أم بإيعاز من أشخاص آخرين”.
وكانت رحلات الشبان المغاربة إلى خارج البلاد للالتحاق بالتنظيمات المتطرفة، قد تعرضت للتضييق بشكل كبير منذ 2015، وبالكاد تمكن بضعة أفراد من الوصول إلى إحدى هذه الجماعات.