الرباط ـ المغرب اليوم
جهاديان مغربيان وآخر سوري يتحولون إلى أكبر الإرهابيين المبحوث عنهم من قبل الاستخبارات العالمية، خاصة المغربية والفرنسية والبلجيكية، بعد سقوط معقل التنظيم الإرهابي "داعش" في العراق وسورية على التوالي، هذا ما كشفته بحر هذا الأسبوع بعض التقارير الإعلامية الغربية، والتي أوضحت أن الأمر يتعلق بالمغربيين أسامة عطار وعبد الإله حميش، والسوري أحمد الخاد، إذ يوصفون بـ”الخطرين جدا”، وإلى الآن، لا يُعرف مكان وجودهم وما إذا كانوا نجوا بعد خروج التنظيم من المناطق التي كان يسيطر عليها منذ 2014.
بدورها، أوضحت وكالة الأنباء الفرنسية أن سقوط داعش في الموصل والرقة، أحيا آمال المحققين الفرنسيين والبلجيكيين في العثور على إسلاميين متطرفين يشتبه في تدبيرهم لاعتداءات باريس في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 وبروكسيل في مارس/آذار 2016، وهي
الاعتداءات التي نفذها كومندو داعشي جل عناصره من أصول مغربية تقريبا، مضيفة أن المغربي البلجيكي عطار (32 عاما)، من العناصر المخضرمة في الجهادية، إذ “يرجع المحققون في باريس وبروكسيل في أنه كان أحد قادة الخلية التي كلفت بتنفيذ اعتداءات في أوروبا”.
وعثرت الشرطة البلجيكية في حاسوب وجدته قرب مخبأ مهاجمي مطار بروكسل، على أدلة تفيد أن المسلحين المتطرفين
كانوا على اتصال وثيق بعطار، الذي كان يقيم في الرقة في شمال سورية قبل تحرير المدينة من تنظيم الدولة الإسلامية. وتعرف عليه جزائري كان اعتقل في نهاية 2015 في النمسا في طريق عودته من سورية، للاشتباه في سعيه إلى المشاركة في اعتداءات 13 تشرين الثاني في باريس. وقال إن اسمه الحركي “أبو احمد”، وإنه كان رئيسه في الرقة وتعرف على صورته.كان الجهادي المغربي أسامة عطار رفيقا لزعيم التنظيم الإرهابي “داعش”، أبو بكر البغدادي، في السجون العراقية التي كان يقبع فيها ما بين 2005 و2012، بعد أن حوكم بـ10 سنوات سجنا نافذا بتهمة الإرهاب، والتي قضى منها 8 سنوات فقط، قبل أن يطلق سراحه بضغط من منظمة العفو الدولية، نظرا لمعاناته مع مرض السرطان، وهو الأمر الذي استجاب له القضاء العراقي سنة 2012، ليتم ترحيله إلى بلجيكا، لكن بعد عام من ذلك، تم اعتقاله من جديد بعد محاولته الالتحاق بجماعة إرهابية في تونس، مباشرة بعد ذلك اختفى عن الأنظار ليتحول إلى أكبر جهادي مغربي مبحوث عنه من قبل الاستخبارات العالمية بعد اعتداءات باريس وبروكسيل وبرشلونة.وتصفه المخابرات بـ”المقاتل الأجنبي المسلح والخطير الذي يمكنه القيام باعتداء في التراب الفرنسي”.
حيث كانت واشنطن أدرجته في يونيو/حزيران 2017 على لائحتها السوداء للإرهابيين الدوليين.الجهادي المغربي الثاني عبد الإله حميش، الذي يوصف بالخطير يبلغ من العمر 28 ربيعا، وتتجسد خطورته في كونه لديه خبرة عسكرية في التعامل مع الأسلحة والمتفجرات، إذ سبق وخدم في الفيلق الفرنسي الأجنبي. ومن الألقاب التي تطلق عليه “أبو سليمان الفرنسي”. ووفقا للوكالة الفرنسية، فهو أيضا مدرج في لائحة واشنطن للإرهابيين الدوليين.وتعتبره الولايات المتحدة “من وجوه العمليات الخارجية لتنظيم داعش”، وتعتقد أنه أسس “خلية مقاتلين أجانب أوروبيين لتكون الممون لهجمات في العراق وسورية والخارج، وقد يكون بلغ عدد أعضائها 300”. \\ويشتبه بضلوعه أيضا في تنظيم اعتداءات بروكسل وباريس، ويُعتقد أن تجربته وخدمته في الفيلق الأجنبي، حيث كان عمل لستة أشهر في أفغانستان، ساهمت في صعوده داخل التنظيم الإسلامي المتطرف.ويذكر أن حميش ولد في المغرب، لكنه كبر في لونيل، المدينة الصغيرة قرب مونبيلييه جنوب فرنسا، التي سافر منها منذ 2013 نحو عشرين شابا متطرفا للقتال مع تنظيمات إسلامية في سورية والعرق.أما المبحوث عنه الثالث، فهو السوري أحمد الخاد المزداد بحلب قبل 25 عاما، ويعتقد أنه الشخص الذي صنع الأحزمة الناسفة التي استعملها الجهاديون المغاربة في اعتداءات باريس وبروكسيل. ويعتقد أنه يتحرك بلقبي ياسين نوري ومحمد الخادي.