ميونيخ ـ المغرب اليوم
بدا الافرقاء الرئيسيون المعنيون بالملف السوري مساء الخميس في ميونيخ مباحثات صعبة حول اقتراح روسي بوقف لاطلاق النار فيما يتواصل هجوم القوات النظامية بدعم من موسكو.
واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبيل بدء اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم 17 بلدا في عاصمة مقاطعة بافاريا ان روسيا قدمت عرضا "ملموسا" لوقف اطلاق النار.
وذكر مسؤول في الخارجية الاميركية بان الولايات المتحدة تشدد على "وقف فوري لاطلاق النار" فيما تحدثت بعض وسائل الاعلام عن اول اذار/مارس موعدا لوقف للنار عرضته موسكو.
في الوقت نفسه، حذرت موسكو من اي محاولة هجوم بري في سوريا معتبرة انها ستؤدي الى حرب شاملة و"دائمة".
ونبه رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف في مقابلة تنشرها صحيفة المانية الجمعة انه "ينبغي ارغام جميع الاطراف على الجلوس الى طاولة المفاوضات بدل التسبب باندلاع حرب عالمية جديدة".
وشدد وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير على ضرورة تحقيق "اختراق" في ميونيخ لوقف المعارك واحياء عملية السلام. لكنه نبه قائلا "لا استطيع ان اقول الان اننا سنحقق ذلك".
وتتهم روسيا بانها تريد تأخير هذا الموعد لتحقيق مزيد من المكاسب العسكرية والدبلوماسية وتعزيز موقع نظام بشار الاسد قبل استئناف محتمل لمفاوضات جنيف.
وياخذ الغربيون على روسيا انها قوضت مفاوضات السلام بين السوريين عبر شن غارات جوية كثيفة على مقاتلي المعارضة. وتطالب المعارضة السورية بوقف لاطلاق النار قبل ان توافق على استئناف المفاوضات في جنيف.
ويشن النظام السوري منذ الاول من شباط/فبراير هجوما واسعا مدعوما بقوة من الطيران السوري على الفصائل المعارضة المسلحة في شمال حلب ما ادى الى فرار نحو 51 الف مدني بحسب الامم المتحدة.
- لا خطة بديلة -
وتدل المؤشرات على ان مفاوضات ميونيخ ستكون معقدة بسبب غموض الموقف الروسي وضعف هامش المناورة لدى الدول الغربية.
ميدانيا، باتت قوات النظام السوري على مشارف مدينة تل رفعت، ابرز معاقل الفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي، حيث يخوض الطرفان الخميس اشتباكات على بعد ثلاثة كيلومترات منها، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
من جهة اخرى، القت طائرات شحن روسية مساعدات غذائية فوق الاحياء التي تسيطر عليها قوات النظام السوري في مدينة دير الزور في شرق البلاد والمحاصرة من تنظيم الدولة الاسلامية، بحسب المرصد .
واعلنت روسيا انها نفذت 510 طلعات جوية لضرب 1888 "هدفا ارهابيا" بين الرابع والحادي عشر من شباط/فبراير، مؤكدة انها قتلت اثنين من قادة المعارضة في محافظة حلب.
وفي حال فشل العملية السياسية فانه ليس لدى الغربيين اي خطة بديلة ما لم يقرروا فعلا المواجهة المباشرة مع الروس على الارض.
ويتردد الغربيون ايضا في تزويد مقاتلي المعارضة صواريخ ارض-جو خشية ان تقع هذه الاسلحة في ايدي جهاديي القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية.
وفي بروكسل، كان وزير الدفاع الاميركي يدعو التحالف ضد تنظيم الدولة الاسلامية الى تكثيف جهوده في العراق وسوريا لتحقيق "تقدم ملموس" سريعا.
واكد كارتر ايضا ان الحلف الاطلسي الذي رفض حتى الان المشاركة مباشرة في هذا التحالف، "يدرس امكان" الانضمام اليه، اضافة الى اعضائه الذين يشاركون بصفة فردية.
وكرر السعوديون عرضهم نشر قوات على الارض ضد الجهاديين. وقال المتحدث باسم وزير الدفاع السعودي احمد عسيري ان "المملكة مستعدة لتنفيذ عمليات جوية او برية (...) في اطار التحالف وبقيادة الولايات المتحدة".
اما تركيا فتخشى قبل كل شيء الاختراق الذي حققه الاكراد في شمال سوريا.
وندد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بشدة الخميس بالدعوات الدولية لفتح الحدود التركية امام عشرات الاف النازحين السوريين.
وقال اردوغان "ان كلمة +اغبياء+ ليست مكتوبة على جبيننا. لا تظنوا ان الطائرات والحافلات متواجدة هنا بدون سبب. سنقوم بما يلزم".
نقلًا عن "أ.ف.ب"