برازيليا ـ المغرب اليوم
مني معسكر رئيسة البرازيل ديلما روسيف الاربعاء بضربة قاسية جديدة مع سجن زعيم كتلة حزب العمال اليساري الحاكم في مجلس الشيوخ دلسيدي امارال في اطار التحقيق في فضيحة الفساد المتصلة بشركة بتروبراس النفطية العملاقة.
واوقف السناتور امارال في برازيليا بطلب من النيابة ووضع قيد الحجز المؤقت على اساس "ادلة لمحاولة اعاقة مجرى العدالة" بعد استصدار قرار من المحكمة العليا في حدث نادر بحق شخصية مشمولة بالحصانة البرلمانية.
وامارال هو اول برلماني برازيلي يسجن من اصل عشرات الاسماء التي وردت في التحقيق في فضيحة الفساد السياسي المالي المتصلة بشركة النفط الحكومية والذي بدأ في 2014.
وسمح التحقيق في الكشف عن نظام تزوير ممنهج للصفقات التي وقعتها الشركة مع المتعاقدين معها والذي اتاح تلقي رشى بقيمة 3% عن كل صفقة وتم تسليم جزء منها الى برلمانيين من الائتلاف الحاكم.
ووجهت التهم في اطار التحقيق الى عدد كبير من كبار المسؤولين السابقين في بتروباس ورؤساء بعض كبرى شركات الاشغال العامة البرازيلية وعدد كبير من الوسطاء.
وقدرت الشركة حجم الاموال المختلسة بداية السنة بنحو ملياري دولار لكن الشرطة البرازيلية تقدر المبلغ اليوم باكثر من 11 مليار دولار.
قرر القضاء سجن امارال بعد الاستماع الى محادثة تدينه سجلها ابن المدير الدولي السابق لبتروبراس نستور سيرفيرو المسجون حاليا والذي يتفاوض مع المحققين لابرام اتفاق لإفشاء معلومات مقابل تخفيض عقوبته.
وفي الحديث يحاول السناتور اقناع ابن سيرفيرو بالضغط على ابيه حتى يتراجع عن التعاون مع القضاء، وفي المقابل يعرض عليه مساعدته في الهرب الى اسبانيا بعد الافراج عنه ودفع مبلغ شهري لعائلته بقيمة 13500 دولار.
ويشكل اعتقال امارال ضربة للرئيسة روسيف التي هبطت شعبيتها الى اقل من 10% منذ فوزها الصعب في نهاية 2014.
وتتلقى الرئيسة اليسارية التبعات المدمرة والمتضافرة لفضيحة بتروبراس والانكماش الاقتصادي وازمة سياسية حادة تهدد ولايتها.
ومني حزب العمال بضربة في الصميم هذه السنة مع توجيه التهم وسجن مسؤوله المالي خاو فاكاري وكذلك خوسيه ديرسو المدير السابق لمكتب الرئيس السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الزعيم التاريخي للحزب.
ودعا رئيس مجلس الشيوخ رينان كالهيروس عضو حزب الحركة الديموقراطية الوسطي المتحالف مع حزب العمال الى اجتماع لرؤساء الكتل البرلمانية بعد توقيف السناتور امارال.
وورد اسم كالهيروس نفسه، وهو الرجل الثالث في الدولة، في اطار التحقيق دون ان يتم التعرض له حتى الان.
وتلك هي حال رئيس مجلس النواب ادواردو كونها الشخصية الرابعة في النظام وعضو الحركة الديموقراطية والخصم اللدود لديلما روسيف التي تسعى الى الخلاص بنفسها فحسب.
يتهم هذا النائب الذي ينتمي الى غلاة المحافظين بتلقي رشى بملايين الدولارات على حسابات في سويسرا كشف عنها القضاء السويسري الصيف الماضي بعد ان انكر وجودها امام لجنة التحقيق البرلمانية حول بتروباس.
ويخضع كونها لاجراء تاديبي امام لجنة الاخلاقيات في البرلمان التي يمكن ان تقيله من منصبه.
ولكنه قام بابتزاز حزب العمال مهددا بالاستجابة لطلب من المعارضة بتنحية روسيف الامر الذي يملك وحده صلاحية طرحه اذا ايد الحزب الرئاسي طرده.