واشنطن ـ المغرب اليوم
غداة تصويت نيوهامشير ثاني ولاية اميركية في الانتخابات التمهيدية الرئاسية، اعلن كريس كريستي وكارلي فيورينا الاربعاء انسحابهما من السباق وبات المرشحون الجمهوريون ستة فقط.
وانسحب المرشحان بعد حلولهما في مراتب متاخرة في نيوهامشير الولاية التي فاز فيها بيرني ساندرز في معسكر الديمقراطيين ودونالد ترامب في معسكر الجمهوريين.
وابدى ترامب الاربعاء ثقته بعد الفوز الكبير وقال "قبل سبعة اشهر اصبحت رجل سياسة (..) لم افعل هذا ابدا في السابق لكني اشعر بالارتياح اكثر فاكثر في هذا الدور الجديد".
ولاظهار انه فوق الجميع رفض تحديد ابرز منافسيه وقال "لديهم ميزات وكانوا حكاما واعضاء مجلس شيوخ (..) لكني اعتقد ببساطة ان خطابي افضل من خطاباتهم".
وتسود الفوضى خلف ترامب.
فسيناتور فلوريدا ماركو روبيو الذي اعتقد انه فرض نفسه كمرشح للطبقة السياسية القائمة بعد نتيجته الجيدة في ولاية ايوا ، خاب امله بعد ان حل خامسا في نيوهامشير على خلفية نقاش كارثي اسقط فيه منافسوه تعابيره الجاهزة المكررة.
في المقابل احدث الحاكم المعتدل جون كاسيش مفاجأة بحلوله ثانيا امام سيناتور تكساس المتشدد تيد كروز الذي كان فاز في ايوا، والحاكم السابق لفلوريدا جيب بوش.
ولا يزال هذا الاخير الذي يتمتع بقوة مالية تفوق منافسيه، في السباق رغم انطلاقته الصعبة. وقال مخاطبا لجان حملته "هذه الحملة لم تنته".
كما بقي بين كارسون في السباق رغم حلوله خلف المرشحين المنسحبين الثلاثاء.
واشاد المرشح تيد كروز باداء المنسحبين.
- بلومبرغ الغامض -
واضاف كروز "اعتقد ان معظم المصوتين الذين دعموا الحاكم كريستي كانوا يبحثون عن شخص يملك تجربة متينة في مجال تطبيق القانون (كريستي كان مدعيا) ليحارب بقوة الارهاب الاسلامي ويحفظ امن بلادنا. اما كارلي فقد قامت بعمل ممتاز في منافسة هيلاري كلينتون" مشيرا الى انه يامل في ان يحصل على اصوات انصار المنسحبين.
ولا يزال التكهن صعبا بمآل السباق في معسكر الجمهوريين، ويمكن ان تخلط الاوراق من جديد اذا ما قرر رئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرغ الترشح كمستقل.
وفي معسكر الديمقراطيين سيكون على هيلاري كلينتون التي منيت بهزيمة الثلاثاء، ان تنهض من كبوتها لابعاد شبح هزيمة 2008 امام باراك اوباما.
وكان من المتوقع ان تهزم في نيوهامشير لكن ليس بفارق 20 نقطة امام بيرني ساندرز السيناتور "الديمقراطي الاشتراكي" (74 عاما) الذي استقبل ترشحه قبل تسعة اشهر بلا مبالاة.
ووعدت كلينتون بان تقاتل "من اجل كل صوت وكل ولاية" للفوز بتمثيل الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية في 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2016.
غير ان تحليل النتائج غير مطمئن بالنسبة اليها. فبحسب استطلاعات الخروج من مكاتب الاقتراع صوت 55 بالمئة من النساء لساندرز في حين كانت اعتمدت بشكل كبير قبل ثماني سنوات على الناخبات لمواجهة اوباما.
ويردد انصار كلينتون غداة انتخابات نيوهامشير الصعبة ان اياما افضل قادمة.
وفي الواقع فان المنافسة تبدو اسهل في المراحل التالية من الانتخابات التمهيدية التي ستنظم في نيفادا (20 شاط/فبراير) وخصوصا كارولينا الجنوبية (27 شباط/فبراير) حيث تشير الاستطلاعات الى تقدمها بفارق كبير.
كما يمكن ان تكون شعبيتها بين الاقليات السوداء والاسبانية الاصل، قاعدة صلبة لها في آذار/مارس الذي ستنظم فيه الانتخابات في 28 ولاية تمثل اكثر من 50 بالمئة من النواب الديمقراطيين.
في الاثناء حصد بيرني ساندرز سريعا ثمار فوزه في نيوهامشير.
وحصل في 18 ساعة على مبلغ استثنائي قيمته 5,2 ملايين دولار من الدعم لحملته ما يشكل ربع ما حصل عليه في شهر كانون الثاني/يناير كله.