بروكسل ـ المغرب اليوم
دعا وزيرا الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت والالماني فرانك فالتر شتاينماير الثلاثاء اوكرانيا لمواصلة الاصلاحات السياسية وعملية السلام في الشرق الانفصالي لانجاز ما بدأت به، بعد نحو سنتين من اندلاع النزاع المسلح في هذا البلد.
وقد انهى الوزيران الفرنسي والالماني زيارة الى كييف استمرت يومين وسط الازمة السياسية الاوكرانية والتقيا مسؤولين موالين للغرب لتذكيرهم بمحاربة الفساد واستئصاله واعتماد قانون عاجل حول الانتخابات المحلية في الشرق الاوكراني.
وجاءت هذه الزيارة بعد اسبوع من محاولة فاشلة لحجب الثقة عن الحكومة في البرلمان الاوكراني، كما شكلت ايضا مناسبة لوزير الخارجية الجديد للتشديد على الاهمية التي توليها باريس ل"المحرك" الفرنسي- الالماني في اول زيارة له الى خارج الاتحاد الاوروبي.
وقال شتاينماير في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيريه الفرنسي والاوكراني بافلو كليمكين "يجب الدفع قدما بالاصلاحات الاقتصادية، يجب ان تستند السياسة الى مبدأ عدم التسامح قطعا مع الفساد".
واضاف "لا يمكننا القبول بحدوث انتهاكات كثيرة لوقف اطلاق النار (على خط الجبهة) وبتأجيل القانون الانتخابي"، موضحا "ان الوضع الامني ليس عذرا لعدم العمل على القانون الانتخابي".
اما كييف التي لا تستسيغ كثيرا ضغط الغرب في ما يتعلق بهذا الاقتراع المحلي في الشرق، فتشدد من جهتها على الوقف التام للاعمال العسكرية كشرط مسبق لتنظيم الانتخابات.
- تحفظ كييف -
ويبدو ايضا ان الاوكرانيين تقدموا بطلب جديد وهو نشر قوة شرطة اوروبية في منطقة النزاع قبل اجراء هذا الاقتراع. وسبق لاوكرانيا ان دعت منذ بدء هذه الحرب التي اوقعت اكثر من تسعة الاف قتيل في نيسان/ابريل 2014، الى نشر قوة فصل اممية او اوروبية في الشرق الاوكراني لكن امام تحفظ الغرب تبدو هذه الفكرة امرا منسيا.
وقد تم التطرق الى "امكانية نشر (...) قوة امن دولية كشرط لتنظيم انتخابات" اثناء لقاء الوزيرين مع الرئيس بترو بوروشنكو مساء الاثنين، كما جاء في بيان للرئاسة.
وقال الوزير ايرولت في المؤتمر الصحافي "صحيح ان الوضع في الشرق غير مستقر، ما نتمناه هو ان لا يصبح بركانيا، ولا يزال هناك خطر"، مستطردا "كي يبقى الوضع الامني مستقرا ينبغي ان يكون هناك افق سياسي (...) وكلما تم الاسراع في اعتماد القانون الانتخابي كلما كان ذلك افضل".
واعتبر الوزير الفرنسي "ان اسوأ سيناريو بالنسبة لاوكرانيا هو البقاء في منتصف الطريق، مع اصلاحات نصف مطبقة ووضع بدون افق في دونباس" الاسم المعطى لهذه الاراضي في الشرق.
وان كان الغرب يرى الانتخابات في شرق اوكرانيا كوسيلة لاعادة استيعابها سياسيا فان الاوكرانيين يخشون من جهتهم ان تستغل روسيا المتهمة بدعم الانفصاليين عسكريا، ذلك لزعزعة استقرار كل البلاد.
وحذر كليمكين من "محاولات دمج دونباس الواقعة تحت النفوذ الروسي بداخل اوكرانيا"، والتي سيكون "هدفها زعزعة استقرار كل اوكرانيا".
وشدد ايضا على اهمية اقفال الحدود مع روسيا الممتدة على حوالى اربعمئة كيلومتر، والتي "يمر عبرها بانتظام تهريب السلاح والمرتزقة والقوات النظامية الروسية".
وستكون تسوية هذا النزاع، الاسوأ في اوروبا منذ الحروب في البلقان في تسعينات القرن الماضي، مجددا موضع نقاش اثناء لقاء وزاري جديد سيضم الوزراء الثلاثة مع نظيرهم الروسي في الثالث من اذار/مارس في باريس.
وستتخذ "خطوات حاسمة" اثناء هذا اللقاء كما وعد شتاينماير مؤخرا.