فيينا - المغرب اليوم
اعلنت ايران الجمعة ان هناك "مسائل خلافية مهمة واساسية" لا تزال عالقة في المفاوضات يجب حلها قبل التوصل الى اتفاق نووي تاريخي، فيما توجه وزير الخارجية الاميركي الى فيينا للمشاركة في المحادثات.
واعترفت الولايات المتحدة الخميس للمرة الاولى بان المهلة النهائية للتوصل الى اتفاق قد "تمدد" لبضعة ايام فقط، للعمل على تفاصيل "دقيقة" لما يمكن ان يكون "تفاهما سياسيا" مرفقا بمجموعة ملحقات.
وقال كبير المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي الجمعة ان هناك "مسائل خلافية مهمة واساسية" لا تزال عالقة في المفاوضات بين ايران ودول مجموعة 5+1 حول برنامج طهران النووي.
وقال عراقجي بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية الايرانية "صحيح انه تم احراز تقدم وانه تم سد الثغرات في جزء كبير من نص الاتفاق النهائي لكن الثغرات المتبقية تتعلق كلها بخلافات جوهرية واساسية في وجهات النظر".
ولم يوضح نائب وزير الخارجية الايراني طبيعة هذه المسائل لكن وسائل الاعلام الايرانية اوردت انها تتعلق بالجدول الزمني لرفع العقوبات وعمليات تفتيش المواقع العسكرية ومستقبل البرنامج النووي على المدى البعيد وحجم برنامج الابحاث الايراني.
وبدأت ايران ودول مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) في نهاية الاسبوع في فيينا المرحلة الاخيرة من المفاوضات الماراتونية الرامية الى ايجاد حل نهائي للملف النووي الايراني.
وتوجه كيري الذي ما يزال يتكئ على عكازين بعد اصابته بكسر في الساق، الى فيينا الجمعة للمشاركة في المحادثات.
واستقل الوزير البالغ من العمر 71 عاما طائرة "بوينغ 757" الخاصة للمرة الاولى منذ سقط عن دراجته في اواخر شهر ايار/مايو واصيب بكسر في عظم الفخذ الأيمن اثناء ممارسته لهذه الرياضة في جبال الالب الفرنسية.
وبعد سنوات من التوتر وعشرين شهرا من المفاوضات الشاقة يسعى المفاوضون لوضع اللمسات الاخيرة على اتفاق نهائي بحلول استحقاق الثلاثاء في 30 حزيران/يونيو.
ويهدف هذا الاتفاق الى ضمان الطابع السلمي للبرنامج النووي الايراني لقاء رفع العقوبات الدولية التي ترهق اقتصاد ايران منذ 2005.
وفي نيسان/ابريل الماضي، وافقت ايران ومجموعة 5+1 على الاطر الرئيسية لاتفاق بعد جولة محادثات شاقة في لوزان في سويسرا، وذلك اثر انقضاء مهلتين حددتا في تموز/يوليو ثم في تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي. وكان تم التوصل الى اتفاق مرحلي في جنيف في تشرين الثاني/نوفمبر 2013.
وجدد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي الثلاثاء تأكيد "الخطوط الحمر" لبلاده في المفاوضات النووية مع الدول الكبرى، مطالبا برفع "فوري" للعقوبات في حال التوصل الى اتفاق ورافضا اي تفتيش دولي ل"مواقع عسكرية" ايرانية.
وتصر الدول الغربية على ان العقوبات لن ترفع حتى الحصول على تأكيد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بان ايران نفذت عدة خطوات يتضمنها الاتفاق، وهو امر قال كيري في نيسان/ابريل انه سيحتاج ما بين ستة اشهر وسنة.
وبحسب الاتفاق الاطار في لوزان تقوم ايران بتقليص نشاطاتها النووية وخفض عدد اجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم التي يمكن ان تدخل في توليد الطاقة النووية، وايضا لصنع قنبلة نووية اذا تم تخصيبها بدرجة عالية. كذلك ينص الاتفاق على تقليص مخزون اليورانيوم واجراء تعديلات على التصميم المحدد لمفاعل جديد.
وحتى اذا توصل المفاوضون الى اتفاق، فان هذا الاتفاق سيكون عرضة للتدقيق من المتشددين في البلدين، بالاضافة الى اسرائيل التي يشتبه بامتلاكها اسلحة نووية، والسعودية.
والاربعاء حذر كيري، الذي يفترض ان يلتقي نظيره الايراني محمد جواد ظريف السبت في فيينا، من ان نجاح المفاوضات ليس مضمونا رغم الجهود الدبلوماسية الضخمة للتوصل الى صفقة.
واضاف كيري "الايام المقبلة ستظهر ما اذا كانت ستتم معالجة المسائل العالقة ام لا. اذا لم تعالجها (ايران) لن يكون هناك اتفاق"، مكررا للمرة الثانية تحذيره من احتمال فشل هذا الماراثون الدبلوماسي الدولي في شوطه الاخير.
وقال مسؤول اميركي الخميس ان النقاط الرئيسية العالقة في اتفاق معقد جدا تتضمن توقيت ووتيرة تخفيف العقوبات وتفاصيل تسمح لمفتشي الامم المتحدة بالدخول الى المواقع بشفافية.
واضاف المسؤول ان "هذه المفاوضات كانت صعبة للغاية"، مشيرا الى ان "ثمة مشاكل يمكن ان تظهر لانك قمت بتغيير توزان الاتفاق بسبب قرار ما".