الرباط ـ المغرب اليوم
أجمع أساتذة جامعيون، على موقف المغرب الحازم، بعد الاستفزازات الأخيرة للبوليساريو وصنيعتها الجزائر في الجدار الأمني الدفاعي خاصة في تيفاريتي وبئر الحلو، داعين إلى الثبات وعدم التساهل مع أي خطوة يقدم عليها الخصوم في الصحراء المغربية. والتئم كل من تاج الدين الحسيني ، وميلود الوكيلي ومحمد بنحمو وعبد الخالق التهامي حول موضوع "المنطقة العازلة .. وسيلة لتدبير وقف إطلاق النار أم قنبلة موقوتة"، لأجل كشف مناورات الخصوم، وتواطؤ الجزائر بالإضافة إلى الانحياز الصارخ لـ"المينورسو" اتجاه البوليساريو بعد الاستفزازت الأخيرة للانفصاليين .
وفي تقرير لموقع "اليوم 24" ذكر فيه أن تاج الدين الحسيني، أستاذ القانون الدولي بجامعة الرباط، قال خلال لقاء نظمه المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية بشراكة مع وكالة المغرب الربي للأنباء اليوم الثلاثاء بالرباط، حول موضوع "المنطقة العازلة: وسيلة لتدبير وقف الإطلاق أم قنبلة موقوتة"، بأن المغرب عرف أوضاعا استثنائية خلال الأسابيع الماضية، مبرزا أن الوضع في المنطقة العازلة يتطلب الكثير من التفكير وإعادة النظر في المفاهيم المتعارف عليها.
واستعرض المتحدث، أربع سيناريوهات حول الوضع الذي قد يكون عليه مستقبلا في الصحراء، حيث كشف أن السيناريو الأول يسير في اتجاه المحافظة على الوضع القائم كما هو، أما السيناريو الثاني، هو الإعلان عن حرب مفتوحة تكشف تورط الجزائر في هذه الأزمة والتي ستكلف المغرب ودولا مجاورة الكثير، كما أنها ستهدد استقرار المنطقة برمتها، خاصة أن الجزائر تبحث عن جبهة خارجية للتغطية على أزمتها الداخلية، يؤكد المحلل السياسي.
أما السيناريو الثالث يضيف الحسيني، هي الحرب المحدودة التي يمكن أن تشنها القوات المغربية التطهير المنطقة، في حين أن السيناريو الثالث يتمثل في إعادة النظر في الاتفاقيات العسكرية المبرمة بين المغرب والأمم المتحدة، لكن في جميع الأحوال، يبقى على الامم المتحدة ومجدلس الأمن أن يتحملا ميؤوليتهما كاملة دون انحياز، يوضح المتحدث.
من جهته، أيّد محمد بنحمو رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية بالرباط، الطرح الذي سار فيه الحسيني بخصوص تورط الجزائر في الأزمة المفتعلة في الصحراء المغربية، حيث أكد بأن الجزائر بلد يحكم بسلطة الغياب، مما يستدعي تدقيق المفاهيم في المنطقة خاصة أن الخصوم يستغلون بعض المفاهيم المغلوطة ويؤثرون بها على المنتظم الدولي.
وأضاف بنحمو، بأن المغرب تساهل كثيرا مع البوليساريو مما جعلهم يتمادون في استفزازاتهم غير المقبولة ويخرقون اتفاق وقف النار، مؤكدا أن الجزائر تسعى إلى نسف المسلسل السياسي السلمي وإشعال المنطقة على الرغم من أنها غير مؤهلة بتاتا لخوض أي حرب، داعيا في نفس الوقت، إلى إعادة النظر في دور المينورسو بالقيام بمراجعة شاملة لمهامها.
وأجمع المتدخلون على ضرورة إعادة النظر في مهام المينورسو المنحازة للبوليساريو في رأيهم، حيث أظهرت بعض التقارير التي قدمها هؤلاء الانحياز الصارخ لهذه الهيئة ضد المغرب، وهذا ما أكد عليه ميلود لوكيلي الأستاذ في القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط، الذي أشار بأن التاريخ والأحداث شاهدة على تورط مجموعة من الأطراف ضد المغرب.
وأبرز المتحدث، أنه على المغرب أن يعلن موقفه من المينورسو للأمم المتحدة، لأن الوضع لا يقبل أي تساهل في الفترة الحالية، وهو ما يستدعي من جهة أخرى، حشد الدبلوماسية المغربية في جميع المواقع من أجل كشف تواطؤ بعد الجهات ومن بينها الجزائر في الزج بالمغرب في ساحة حرب قد تشتعل في أي وقت.