الدار البيضاء - المغرب اليوم
واصلت محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، مساء الخميس، أشغال محاكمة ناصر الزفزافي ورفاقه ، بعدما اضطرت الهيئة رفع الجلسة لما يناهز ساعتين لأجل التحري من زجاجة الماء الصدئة والتي أشهرها الزفزافي في بداية الجلسة ونسبها إلى المؤسسة السجنية، حيث انتفض من داخل القفص الزجاجي ، ملوحا بالزجاجة الملوثة مدعيًا أن هناك محاولة اغتياله وتصفيته الجسدية بهذه الطريقة .
و التمس النقيب الجامعي، إحالة هذه المياه على النيابة العامة من أجل إخضاعها للخبرة عن طريق مركز صحي عمومي أو مختبر للتحليلات على أن تقدم النتيجة صباح الجمعة، قائلًا ''إذا كان هذا الماء مسمومًا أو ملوثًا فهو يمس بالصحة، فالاستحمام بالماء الملوث يجعل كل الجسم يستنشقه''.
وعلّق المحامي الحبيب حاجي قائلًا ''قنبلة نووية حقيقية تضع المغرب في وضع خطير،وهو ما يهدد المعتقلين بالسرطان، وبالتالي هم في ضيافة الدولة، ولذا نطالب بعدم مسهم في حقهم في الصحة''.
وفاجأ ممثل النيابة العامة حكيم الوردي الجميع أثناء رده ، على كل ما أثير خلال الجلسة وهو يضع قنينتي ماء أمامه، وبدأ مرافعته بقوله تعالى ''ولاتلبسو الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون'' موجهًا الخطاب لناصر الزفزافي وزاد قائلًا ''ماء السجن صاف، وماء غرفة ناصر صاف زلال، ونشربه أمامكم لقد ربطنا الاتصال بمدير السجن، وبحثنا عن مصدر الماء الملوث، حيث كان الجواب واضحا فاضحا، والحق في نازلة الحال، انه لا وجود لأي إرادة لجهة في الدولة لاغتيال أحد، ولا يمكن لأي عقل لتصديقه''.
وزاد الوكيل العام أن التحريات والاتصالات التي أجراها مع مدير السجن فور رفع الجلسة أسفرت عن نتائج صادمة ، وأكّد قائلًا '' نتوفر على تسجيلات تثبت أن ناصر خرج خاوي الوفاض من محبسه ولا دليل على توفره على قنينة ماء سواء صافيًا أو ملوثًا وهناك شريط فيديو واضح سيدي الرئيس في الساعة الثالثة زوالا، يظهر عملية خروج المعتقلين من السجن ولا دليل على تحوز ناصر لأي قنينة، ويظهر أن محمد المجاوي يتحوز على قنينة ماء صافية لا علاقة لها بالقنينة التي جاء بها الزفزافي''، وطمأن المحكمة بالشرب من ماء حمام الزفزافي وماء غرفة نومه أيضا .
واسترسل بالقول ''طيلة عشرة أشهر، حضي المعتقلون بكافة ما يتمتع به السجناء من حقوق، والسجن مفتوح للمؤسسات القضائية، وهم يتمتعون بصحة جيدة حيث يتجاوبون مع المحكمة، وبالتالي القول بأن وضعهم الصحي مزر كلام ينزع المصداقية عمن يردده في شعاراته ...''
وعلق محامي الطرف المدني ''محمد الحسيني كروط'' على قضية القنينة الملوثة قائلًا إننا في جلسة الماء وليس جلسة المساء أصبحنا نحاكم الماء وغذا سنحاكم الهواء وبعده سنحاكم التراب وهذا هو مبتغى بعض من يريد عرقلة السير العام للمحاكمة...''
ونشبت مشادة كلامية حادة بين هيئة الطرف المدني والأصوات المرفوعة داخل القفص الزجاجي التي تعود إلى المعتقلين وخصوصًا ناصر الزفزافي الذي انتفض ليعبر أنه لا يكذب في الوقت الذي وجد نفسه في حرج كبير واستفاض في الصراخ قرر القاضي ''علي الطرشي'' تأجيل مواصلة الجلسة لمساء يوم الجمعة.