الرباط - المغرب اليوم
عبّر بوريس جونسون وزير الخارجية البريطاني الجمعة الماضي عن دعم بلاده للمغرب، وقال إن بريطانيا تسجل الجهود التي يبذلها المغرب لحل نزاع الصحراء، ويقصد بذلك مقترح الحكم الذاتي، وقال بوريس "إننا ندعم المسار الدبلوماسي تحت رعاية الأمم المتحدة والجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي متوافق عليه". وسجل جونسون أن هذا موقف لندن، الذي ينوه بجهود المملكة في حل النزاع المفتعل في قضية الصحراء المغربية. جرى ذلك خلال اجتماع الحوار الاجتماعي بين المغرب والمملكة المتحدة الذي عقد بلندن الأسبوع الماضي. من جهته عبر جون سيلفان مساعد وزير الخارجية الأمريكي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ناصر بوريطة وزير الخارجية والتعاون الدولي عقد بالرباط قبل أقل من 10 أيام عن مساندة صريحة لمشروع الحكم الذاتي وقال إنه "مشروع جدي وواقعي وذو مصداقية يمكنه تلبية طموحات سكان الصحراء ".
ويأتي تأييد لندن وواشنطن متزامنا مع رحلة كوهلر التي قادته نحو المناطق الجنوبية ونظم له استقبال رسمي بارز من قبل ممثلي الإدارة الترابية، ورؤساء المجالس المنتخبة بالأقاليم الجنوبية يتقدمهم مولاي حمدي ولد الرشيد رئيس الجماعة الحضرية للعيون وسيدي حمدي ولد الرشيد رئيس مجلس جهة الساقية الحمراء، بالإضافة إلى مولود علوات رئيس المجلس الإقليمي...و شاهد كوهلر بنفسه مصداقية الحديث الرسمي المغربي على أرض الميدان، من خلال المؤسسات المنتخبة والتنمية المستدامة في الجنوب، ومحادثة مع ممثلي عدد من الجمعيات الحقوقية والناشطة في المجتمع المدني..حيث وجه كوهلر بشكل واضح دعوة للدول المجاورة، إلى تقديم مساهمة مهمة في المسلسل والالتزام أكثر من أجل التقدم نحو حل سياسي. هذا التطور المهم، يوازيه المكتسبات التي تحققت في قمة الاتحاد الإفريقي التي عقدت في نواكشوط، في مطلع هذا الشهر، حيث أقر الاتحاد أن ملف الصحراء المغربية هو بيد الأمم المتحدة وهي المخاطب والوسيط والوحيد في هذا الملف، لتنتهي كل المناورات التي قادتها البوليساريو ومطالبها بتدخل الاتحاد كطرف في النزاع..لكن خابت الأماني الانفصالية مع الخيبة التي مني بها ممثلو البوليساريو عندما أفسد عليهم مسؤول من فصيلتهم مناسبة الترويج لأطروحتهم، عندما هاجم هذا المسؤول موريتانيا البلد المضيف للقمة، وهذا ما لم يتقبله الموريتانيون، فأصبح الوفد الانفصالي في حيص بيص..
وتؤكّد كل المؤشرات والتحركات الأخيرة أنه لا حل لقضية الصحراء خارج سيادة المغرب الكاملة على صحرائه، ومبادرة الحكم الذاتي، التي يشهد المجتمع الدولي بجديتها ومصداقيتها. وهذا ختام الكلام الذي تجمع عليه كبريات العواصم في العالم.