بيروت - وكالات
طلبت الأمم المتحدة الثلاثاء من إسرائيل وقف طلعاتها الجوية فوق لبنان إثر زيادة وتيرتها بعد الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، في حين ندد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي بانتهاك إسرائيل لأجواء بلاده، إلى جانب إدانته قصفا من الجانب السوري على بلدات لبنانية حدودية.وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية مارتن نسيركي في تصريح صحفي إن القوات الأممية المؤقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) احتجت رسميا لدى السلطات الإسرائيلية بعدما لاحظت عددا أكبر من الانتهاكات الجوية الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية.وأشار نسيركي إلى أن هذه الطلعات تمثل انتهاكا لسيادة لبنان وللقرار الدولي 1701 الصادر إثر الحرب بين إسرائيل وحزب الله عام 2006 والذي ينص على وقف إطلاق النار، مضيفا "نحن على علم بالمخاوف التي عبرت عنها الحكومة اللبنانية في هذا الصدد".وتأتي هذه التصريحات بعدما شنت إسرائيل يومي الجمعة والأحد غارات جوية على مواقع بريف دمشق عبر الأجواء اللبنانية، حيث استهدفت صواريخ كانت في طريقها إلى حزب الله في لبنان، وفقا لمصادر إسرائيلية.ميقاتي: سنتمسك بسياسة النأي بالنفسعن الأزمة السورية (الجزيرة)إدانةمن جهته، قال ميقاتي خلال استقباله سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن إن إسرائيل انتهكت أجواء لبنان للاعتداء على سوريا بهدف تأجيج الوضع المتأزم أصلا في المنطقة، وفي وقت بدأ الحديث فيه يعود إلى أهمية البحث عن سبل لتفعيل "خيار السلام".وأضاف أن بلاده تدين أيضا القصف الذي تتعرّض له من حين إلى آخر بنيران تنطلق من الأراضي السورية، وأنها ترفض استخدام أراضيها وبلداتها لإقحام لبنان في مسار الأحداث السورية.وجدد ميقاتي تمسك حكومته بسياسة "النأي بالنفس" تجاه الأحداث في سوريا، مؤكدا أنه لن تنفع المحاولات الجارية لدفعها نحو تغيير هذا الموقف.وفي السياق نفسه، قال وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور إن "إسرائيل تدفع بالأمور في المنطقة نحو المواجهة، إلا أن الاتصالات الدولية استطاعت لجمها وتدارك الأمور".وأشار منصور إلى أن إسرائيل نفذت طلعات مكثفة وغير عادية فوق لبنان قبل غارتها الأخيرة على سوريا وبالتزامن مع مناورات تجريها على الحدود مع لبنان، وأوضح أن بلاده لا يمكنها أن تسكت عن خرق إسرائيل للقرار 1701، مما دفعها إلى تقديم شكوى لمجلس الأمن.وأضاف أن أي "انفجار" في المنطقة ستكون له تداعياته على الساحة اللبنانية، لكنه رأى أن الوضع ما زال هادئا الآن، داعيا إلى "انتظار الأيام المقبلة".وذكرت رويترز أن الخطاب الذي قدمه لبنان إلى مجلس الأمن يدعو إلى "إجبار إسرائيل على وقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية جوا وبحرا وبرا، وتنفيذ جميع التزاماتها بموجب القرار 1701".