الرباط - المغرب اليوم
تعتقد الجزائر والبوليساريو أن فرنسا منحازة إلى المغرب، وتدعم موقفه في قضية نزاع الصحراء، وأنها الجدار السميك الذي يصد كل المناورات التي تسعى إلى النيل من مركز ومصالح المغرب، ويتهمانها بعرقلة استقلال البوليساريو، ومسؤولياتها في إصدار قرارات لصالح المغرب من داخل مجلس الأمن.
وتيقنوا أنهم قادرون على إجراء تغيير في الموقف الفرنسي والتأثير عليه بدءً وانطلاقًا من قاعدة تكون نواتها من البوليساريو تتفاعل مع الفرنسيين والجزائريين.
و شُرع في تنفيذ هذه الخطة منذ سبع سنوات، حيث وجدت أصوات من عناصر البوليساريو مكانًا لها بين وسائل الإعلام الفرنسية وأصوات أخرى من النخبة المثقفة من الجزائريين تؤيدها وترافع باسمها. ويبقى ذلك غير كاف، وهو مجرد نقطة من سائل العصير تذوب وسط بحر من المياه، والفعل غير قادر على إحداث تغيير وفارق لصالح البوليساريو في ظل غياب قوة بشرية مرئية، ولأن اليأس في دعم البوليساريو لا مكان له لدى الجزائر، فإنهم يسعون إلى:
إحداث تجمع سكاني من اللاجئين، لاستثمار الفضاء الفرنسي كأرض للهجرة واللجوء يضمن الحقوق والحريات للجميع.
- ويهدف لضمان تواجد صوت البوليساريو داخل فرنسا شبه الغائب مقارنة بالدول الإسكندنافية وإسبانيا.
- ويكون عبر هذا التواجد، فإن الأولوية الثانية بعد الوجود البشري المادي لعناصر البوليساريو في فرنسا، فالجبهة تصبو إلى التأسيس لصناعة لوبي وقوة رأي تجمع بين النخبة المثقفة على مستوى الأداء في الفكر والإعلام والسياسة والقانون.
بالإضافة إلى شريحة أخرى تعمل في الميدان والشارع، تكون موضوع الصوت والصورة، وتجمع بين الشباب والنساء والأطفال والشيوخ، وبمثابة أداة للاستعمال تحت إمرة الفئة الأولى.
- و يكمن الهدف الثالث في السعي إلى إثارة انتباه الرأي العام الفرنسي ,والبحث عن منافذ لتحقيق التوازن مقارنة بالحضور المغربي، عبر استقطاب أشخاص ذاتيين واعتباريين داخل المجتمع الفرنسي يتبنون الطرح الانفصالي ويدافعون عنه.
- ويسعى الهدف الرابع لمحاولة التأثير في القرار السياسي لفرنسا، من خلال البحث عن وسائل لتحييده، ولِم لا إجراء تغيير وترجيح مفاصله لصالحها.
-وعين البوليساريو والجزائر مركزة على كيفية استقطاب وتحريك هذه الجالية للوصول إلى مبتغاهما، لأنها جالية غير مهتمة وغير معنية بالقرار السياسي الرسمي الجزائري، الذي يرافع باسم البوليساريو، ولأنها جالية منسجمة مع الجالية المغربية.
و فطنت فرنسا إلى هذه السياسة، مثلما أدركت عواقبها، فأقدمت على إيقاف مجموعة من عناصر البوليساريو تشتغل في شبكات متخصصة في تهريب السكان من مخيمات تندوف إلى فرنسا، ومن إسبانيا والبرتغال وإيطاليا إلى فرنسا. و أقدمت السلطات الفرنسية على ترحيل بعضهم إلى إسبانيا، وتتشدد في منحهم صفة اللجوء.