الجزائر – ربيعة خريس
دعا تنظيم "داعش" في رسالة صوتية، نُشرت الإثنين، مقاتليه في الأراضي السورية والعراقية إلى الدفاع عن معاقلهم الأخيرة، كما دعا أنصاره في منطقة المغرب العربي، كتونس والجزائر، وأيضًا الموجودين في الغرب وآسيا وروسيا، إلى اغتنام ما تبقى من شهر رمضان المبارك لشن هجمات.
وخاطب المتحدث باسم التنظيم، أبو الحسن المهاجر، في رسالة بثتها مؤسسة "الفرقان" على الإنترنت، مدتها 25 دقيقة، مقاتلي التنظيم قائلاً: "نذكر إخواننا المجاهدين وأهل الإسلام عامة باغتنام ما تبقى من هذا الشهر الفضيل، لشن هجمات على أعداء الإسلام في ارض الخلافة وفي العالم أجمع".
وطالب المتطرفين في ليبيا وتونس والجزائر بمواصلة "الجهاد"، واغتنام ما تبقى من الشهر المبارك لشن هجمات. ودعا متطرفي العراق وسورية إلى الدفاع عن آخر معاقل التنظيم. وتواصل الجزائر حربها ضد هذا التنظيم، وأعلنت قيادة المؤسسة العسكرية الاستنفار على الحدود التي تربطها بدول الجوار، وداخل عدد كبير من المحافظات لتعقب الخلايا النائمة وفلول المتطرفين.
وشهدت الجزائر، منذ بداية شهر رمضان المبارك، محاولات لضرب استقرارها من قبل "داعش"، حيث شنت مجموعة متطرفة مكونة من أربعة أشخاص، في بداية يونيو / حزيران الجاري، هجومًا على حاجز للدرك الوطني الجزائري، تسبب في إصابة أربعة عناصر من الدرك بجروح خفيفة، وأفضت عملية التمشيط التي شنتها قوات الجيش الجزائري إلى توقيف متطرفين خطيرين، من صفوف الجماعة التي نفذت الهجوم المسلح، وفي أقل من 48 ساعة قُتل جنديان جزائريان في انفجار لغم استهدف دورية للدرك الجزائري، في محافظة تبسة، على الحدود مع تونس.
ويرى متابعون للشأن الأمني أن شهر رمضان يعتبر واحدًا من المحطات المقدسة في أدبيات مختلف التنظيمات المتطرفة، التي تحاول تسجيل حضورها امتثالاً لما تراه "أفضلية الجهاد في رمضان".
ويسعى الجيش الجزائري، بالتنسيق مع قوات الأمن، جاهدًا إلى التقليص من هامش مناورات التنظيمات المتطرفة التي تريد فرض وجودها في الجزائر، في وقت يواصل فيه مسلحون التوغل إلى محافظة قسنطينة (400 كيلومترًا شرق العاصمة الجزائرية)، رغم أن هذه المنطقة تميزت بالهدوء لسنوات، ومنذ مطلع 2017 شهدت المنطقة محاولات اختراق عدة من قبل المجموعات المتطرفة، التي أعلنت ولاءها لتنظيم "داعش".
وأثار هذا الأمر تساؤلات من قبل المتابعين للشأن الأمني في الجزائر، أبرزها سر اختيار هذه المنطقة للقيام بعمليات استعراضية، خاصة وأنها لم تكن في السابق على خريطة تحركات المتطرفين، وأصبحت اليوم المناطق الجبلية القريبة من محافظة قسنطينة وجيجل وسكيكدة والقل مركزًا لبقايا المتطرفين الذين يتخذون من الأحياء الشعبية المنتشرة وسط محافظة قسنطينة نقاط تمركز لهم.
وشدد نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، في زيارة لمقر الناحية العسكرية الأولى في البليدة، غرب الجزائر، الأحد، على ضرورة مواصلة جهود مكافحة ما تبقى من فلول المتطرفين، حتى تتخلص الجزائر نهائيًا من هذه الآفة.