الرباط _ المغرب اليوم
تشهد احتفالات المغاربة بعدد من المناسبات الدينية تراجعا ملحوظا؛ ومن بينها ذكرى فاتح محرم التي تصادف اليوم الثلاثاء، فعلى الرغم من المكانة التي تكتسيها لدى المغاربة فإن المظاهر الاحتفالية باتت تخفت. وفي هذا الإطار، قال محمد عبد الوهاب رفيقي، الباحث في الدراسات الإسلامية: “يوجد نوع من التراجع في الاحتفاء بالمناسبات الدينية والتعلق بما هو ديني”، مؤكدا في تصريح لهسبريس أن المناسبات غير المرتبطة بنصوص معينة وطقوس وعادات اجتماعية بات يخفت الاحتفال بها. وأوضح الباحث في الدراسات الإسلامية أن مناسبة فاتح محرم تختلف عن عيدي
الأضحى والفطر لارتباطهما بنصوص وعادات وعبادات، مشيرا إلى أن الهجرة النبوية لا ترتبط بعادات اجتماعية لدى المغاربة، على خلاف يوم عاشوراء “الذي يكتسي أهمية بفعل اللحظات التاريخية وارتباطه بطقوس اجتماعية معينة”. من جانبه، أفاد محسن بنزاكور، المختص في علم الاجتماع، بأن البناء السلوكي للمجتمع بات يتغير وأصبح يخضع لنوع من البراغماتية”. وأضاف المتحدث لهسبريس أن “العلاقات بين الأشخاص أصبحت لا تستند إلى المرجعيات السابقة، إذ تم استبدال البعد الديني بالبعد الفرداني، والاحتفالات باتت تأخذ أبعادا أخرى ويتم إعطاؤها صبغة الاحتفال بالذات”.
وأبرز المختص في علم الاجتماع أن “الطبقة المتوسطة أصبحت تنتج نوعا جديدا من الاحتفال بالذات كالسفر؛ مثلا، في فاتح محرم، لم يعد يتم الاحتفال بوجبات معينة ولا الإقبال على طرق طهي الطعام السابقة. كما تراجع أيضا تخصيص المناسبة للزكاة؛ إلا بعض الأسر التي لا تزال تحافظ على نفس العادات”. يذكر أن أول نص قانوني شرّع العطل الرسمية في عهد استقلال المغرب، والذي يعود تاريخه إلى 4 نونبر 1958، قد نص على أن فاتح محرم هو عطلة لجميع المستخدمين بالإدارات العمومية والمؤسسات العمومية والمصالح ذات الامتياز، وتؤدى لهم عنها الأجرة.
قد يهمك ايضا
سعد لمجرد ووالده يطرحان أغنية وطنية بمناسبة الاحتفالات بعيد العرش