وجدة ـ إدريس الخولاني
عرفت مدينة جرادة في الأعوام الأخيرة بفضل الزيارة الملكية تحولاً واضحًا على مستوى بنيتها التحتية وحركة مشهودة على مستوى أعمال النظافة وتزفيت الطرق وتبليط الأزقة التي كانت تغرق في أوحالها السوداء كل ذلك قد أضفى على المدينة نقلة نوعية وأسبل عليها حلة جمالية جعلتها تتقدم بخطوات متزنة في مجال تدبيرها الصائب للشأن المحلي .
إلا أن الوضع الاجتماعي لساكني هذه المدينة بعد إغلاق منجم الفحم الحجري يبقى مع الأسف قلما يرقى إلى مستوى طموحات الساكنين فيما يتعلق في مجال التشغيل ،الذي ينبغي أن يواكب تطور هذه المدينة وتقدمها العمراني ونموها الديموغرافي كتحدي أصبح يفرض على فعالياتها السياسية والاجتماعية والثقافية توجيه كل اهتماماتها نحو سبل جلب الاستثمار الذي من شانه أن يرفع من مستوى العيش الكريم لساكنتها ويضمن الاستقرار لشبابها المعطلين الذين يشكلون العالة على أوليائهم المتقاعدين والذين يعتمدون على التشغيل الذاتي في مجال حفر أبار ضيقة في أعماق الأرض بواسطة الرفش والمعول والحبل، يعرضون حياتهم وسلامة أجسادهم لخطر موت محقق من أجل استخراج بعض أوزان من الفحم للاستعانة بثمن بيعها على كسب الرغيف الملعون المعفر بالغبار الأسود والملطخ بالدماء ورائحة الموت .
وقليل منهم ألقى بهم الطالع المشؤوم على الشاطئ الأخر فهاجروا إلى إسبانيا حيث تتصادف هجرتهم مع الأزمة الاقتصادية العالمية الخانقة التي اجتاحت وتجتاح هذه الدولة ثم انعكس أثارها بشكل حاد على جاليتنا المقيمة في إسبانيا بصفة خاصة وأوروبا بصفة عامة مراعاة لكل هذه الانعكاسات السلبية علها تبعث في قلوب المسؤولين الغيورين في هذه المدينة الروح الوطنية والإنسانية والشفقة من أجل السهر على إدماج هذه الطاقات الفاعلة في النسيج الاقتصادي للمدينة والعمل على استغلالها من اجل المساهمة في بناء مستقبلها في وطنها ومن ثم إشراكها في تنمية بلدها ولا نحسب المدبرين للشأن المحلي والعام عن هذا الأمر بغافلين، كما نتمنى من حكومة بنكيران وفي التمني شقاء أن تول إهتمامها إلى المغرب العميق الذي يستهدفه الترقيع وأخر يضيع وإقليم جرادة وصمة عار على حكومة معطوبة تنمويًا و حقوقيًا وتنمويًا .