الرباط - المغرب اليوم
خرج وزير خارجية الجزائر بتصريحات هاجم من خلالها المغرب و اعتبره بلد حشيش وتبييض أموال و "لا شيء"، وخلقت التصريحات سجالا كبيرا وصلت حد استدعاء القائم بأعمال السفارة الجزائرية بالرباط للاحتجاج.
ولأن المغرب كان و ما يزال و سيظل نموذجا يحتذى به للجارة الشرقية و لغيرها، خرج ملك البلاد بجواب قاس لوزير خارجية الجزائر امساهل وللنظام العسكري الحاكم بقصر المرادية، حيث كان الرد من خلال درس جديد جعل تلك الشرذمة التي تكن عداء و حقدا دفينا للمغرب والمغاربة يفتحون أفواههم، ويعجزون عن استيعاب الكم الكبير من الدروس والضربات الذكية التي يتلقونها كل يوم من جارهم الغربي.
والدرس كان قاسيا من ملك المغرب لحكام الجزائر، حيث أصدر بلاغا أعفى من خلاله تسع وزراء وعددا من كبار المسؤولين الساميين في البلاد، الذين تبث بناء على تقارير المجلس الأعلى للحسابات تورطهم في اختلالات مشروع الحسيمة منارة المتوسط.
وهذا الإعفاء لوزراء و مسؤولين بارزين هو بمثابة درس لحكام الجزائر، درس مفاده أن المغرب دولة تستحق فعلا أن يحتذى بها لا كتلك التي تبخرت فيها ألف مليار في عشر سنوات دون أن تنعكس إيجابا على بنية و اقتصاد البلاد.
وإعفاء الوزراء والمسؤولين المغاربة هو درس لحكام الجزائر الذين شاخوا فوق تلك الكراسي، حتى أصبحت الرائحة النتنة تزكم الأنوف من فرط العجز الذي أصاب أجسادهم و مخيلاتهم وأفكارهم و ربما أشياء أخرى أيضا. فربط المسؤولية بالمحاسبة لا يمكن لحكام الجزائر تفعيله وتطبيقه و إلا لكان أول من يستحق السجن والإعفاء هم حكام الجزائر الذين نهبوا خيرات الشعب وجوعوا الملايين و أفقروا أبناء وأحفاء المليون شهيد الذين ضحوا بحياتهم لتعيش الجزائر حرة أبية قبل أن يستعمرها "الخونة" و عملاء الاستعمار و يستولوا على كل المناصب و يتركوا الفتات لبقية الشعب المسحوق.
مخطئ من يعتقد أن حكام الجزائر وجنرالاتها قد أغمض لهم جفن، شيء أكيد أنهم أمضوا ليلة بيضاء و طار النوم من أعينهم و هم يعيدون قراءة بلاغ ملك المغرب و يعضون نواجدهم، بسبب قساوة الدرس الديمقراطي الذي توصلوا به من الرباط و لسان حالهم يقول "منين خرجو لينا هادو ثاني".