جنيف - المغرب اليوم
أعلنت الأمم المتحدة عن عملية كبرى لنقل مساعدات جواً إلى مسلمي الروهينغا الذين فروا إلى بنغلادش هرباً من أعمال العنف والحرق الدائر في ميانمار، في وقت استأنف برنامج الغذاء العالمي نقل المساعدات الغذائية إلى النازحين القابعين في أحد المخيمات في راخين، متوقعاً تسليم إغاثة لأكثر من 50 ألف نسمة، لم يتسلموا مساعدات كانت مقررة في أغسطس الماضي، قبل أن يعلق البرنامج نشاطه لأسباب أمنية.
ودعا البرنامج المانحين والمنظمات لتوفين 14.8 مليون دولار لإغاثة اللاجئين الذين عبروا إلى بنغلادش للأشهر الأربعة المقبلة، مشيراً إلى أن التغذية الخاصة بالقادمين الجدد من الأطفال والنساء تتكلف وحدها 1.5 مليون دولار، لم يتلق منها إلا أقل من 50 في المئة .وقال المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة جوزيف تريبورا أمس إن أعداد الروهينغا الذين عبروا إلى بنغلادش ارتفعت إلى 370 ألفاً منذ 25 أغسطس/آب مقارنة بـ 313 ألف لاجئ أمس الأول.
من جهتها، أرسلت المملكة المغربية مساعدات إنسانية إلى بنغلاديش لمواجهة التدفق الكبير للاجئي الروهينغا تشتمل على خيام وأغطية ومواد غذائية أساسية وأدوية ضرورية. بينما أعلن المفوض الأوروبي للشؤون الإنسانية خريستوس ستيليانيدس أمس، عن تقديم مساعدات إضافية بقيمة 3 ملايين يورو (58ر3 مليون دولار) للإيفاء بالحاجات الملحة لأقلية الروهينجا في ولاية راخين والذين فروا إلى بنجلاديش. وتعد هذه الأموال إضافة لحزمة بقيمة 12 مليون يورو، تم الإعلان عنها في مايو 2017، عندما زار المفوض ولاية راخين.
وقال ناطق باسم الخارجية الصينية خلال تصريح صحفي نعتقد أن على المجموعة الدولية مساندة جهود بورما للحفاظ على استقرار نموها الوطني وذلك بعدما نددت الأمم المتحدة بعملية تطهير عرقي.
ودعا محمد يونس، الخبير الاقتصادي من بنغلادش، الحائز جائزة نوبل للسلام العام 2006، مستشارة الدولة في ميانمار أونج سان سو تشي، الحائزة أيضاً على نوبل للسلام العام 1991، إلى الاختيار بين السلام والصداقة أو الكراهية والمواجهة لشعبها. بينما دعا عضو البرلمان الأوروبي ساجاد كريم رئيس البرلمان الأوروبي، إلى إعادة النظر في مدى أحقية سو تشي في الاحتفاظ بجائزة ساخاروف لحرية الفكر.
وأعربت المجموعة العربية في مجلس حقوق الإنسان في جنيف أمس، رفضها القاطع وإدانتها الشديدة لجرائم التطهير العرقي والانتهاكات البشعة التي يرتكبها المتطرفون بحق أقلية الروهينجا في ميانمار منذ سنوات. وحثت المجموعة العربية في بيان، المجلس وآلياته الخاصة ومختلف المؤسسات والمنظمات الدولية ذات الصلة والمجموعة الدولية، على اتخاذ كل الإجراءات الرادعة لوقف هذه المجازر الوحشية والإبادة الجماعية إضافة إلى العمل بجدية لاتخاذ كافة التدابير الممكنة لضمان وصول الفرق الإنسانية والمساعدات فوراً إلى شعب الروهينغا.
وأكدت أن استمرار انتهاكات المتطرفين ضد مسلمي الروهينغا جاء نتيجة تقاعس المجتمع الدولي عن القيام بأي رادع لإيقاف هذه الجرائم البشعة ولمدة طويلة، كما أكد أن على حكومة ميانمار التوقف عن استخدام لغة التسويف والمماطلة والوعود غير الجدية في إنهاء المجازر بحق الروهينجا خاصة وأنه بات واضحاً من هذه الوعود أن الهدف هو إسكات الضمير العالمي من أجل المضي قدماً بهذه الجرائم.
وقال البيان: إن التطرف والتعصب والكراهية وباء لا يمكن السيطرة عليه إذا تجاوز حدوداً معينة، وأن المجموعة العربية تعرب عن قلقها العميق من أن تنتقل شرارة التعصب إلى ما هو أبعد من حدود ميانمار. وطالبت المجموعة مجلس حقوق الإنسان وآليات الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها وإيجاد حلول مستدامة لقضية الروهينجا وإيقاف هذه الجرائم ضد الإنسانية وتقديم مرتكبيها إلى العدالة.