تونس - حياة الغانمي
تمكن أعوان الفرقة المركزية لمكافحة المواد المخدرة الإثنين، من حجز مخدرات ومبالغ مالية تُقدر بـ 7400 ألف دينار، حسبما صرّح الناطق الرسمي باسم الحرس الوطنى التونسي، العميد خليفة الشيباني، حيث تم توقيف مروج للمواد المخدرة عمره 27 عامًا في جهة الوسلاتية القيروان، وحُجزت لديه 6 كغ من مادة القنب الهندي (زطلة)قيمتها المالية 44 ألف دينار.
وبالتحقيق معه تم التعرف على مزود هذه المادة، القاطن بالقصرين والبالغ من العمر 28 عامًا، وبتفتيش منزله بعد مداهمته والقبض عليه تم العثور على 400 غرام من مخدر الكوكايين قيمتها المالية 160 ألف دينار، كما تم حجز مبلغ مالي قيمته 535 ألف دينار متأتية من تجارة المواد المخدرة وبذلك تكون القيمة الجملة للمحجوز 740 ألف دينار، علمًا أن وحدات الحرس الوطني تمكنت أخيرًا من الكشف عن مزرعة لمخدر الماريغواناـ وتم العثور داخلها على 1900 شجرة طولها بين 80 و210 سنتميترًا، والقبض على صاحبها وشخص أخر بعد استشارة النيابة العمومية.
وتجارة المواد المخدرة في تونس انتعشت خلال الفترة التي تلت الثورة، وتزايد عدد المتورطين في قضايا المواد المخدرة بشكل ملفت للانظار، بل ان عددا من التونسيين مروا من مرحلة الاستهلاك والترويج إلى مرحلة الانتاج، حيث تم التفطن في أكثر من مرة إلى مزارع وضيعات لنبنة الماريغوانا، ويبدو أن تنقيح القانون 52 المتعلق باستهلاك المواد المخدرة والقاضي بتخفيف العقوبات عن مستهلكي مادة القنب الهندي، قد ساهم بشكل أو بآخر في انتشار ظاهرة التجارة والانتاج، فيما أظهرت إحصائيات أصدرها أخيرًا المعهد الوطني للصحة العامة أن 15% من الفتيان و4% من الفتيات بين سن 15 و25 عامًا استخدموا المواد المخدرة مرة على الأقل في حياتهم.
وجاء في دراسة حديثة أن نسبة ادمان المواد المخدرة في تونس ارتفع إلى 70 % بعد الثورة فيما لوحظ أن 30% من الفتيات في تونس يدمن المواد المخدرة، كما أن 60% من المدمنين هم من الفئة العمرية المتراوحة بين 13 و18 عاما، وأظهرت الدراسة الميدانية التي أصدرتها وحدة علوم الإجرام بمركز الدراسات القضائية الحكومية أن 30 % من فتيات تونس مدمنات على مختلف أنواع المواد المخدرة وأن هذه النسبة ترتفع لدى الطالبات بالمعاهد الثانوية وبالجامعات لتبلغ 40 % مقابل 60 % لدى الذكور، فيما لاحظت الدراسة أن نسبة الإدمان لدى الشباب بصفة عامة ارتفعت بنسبة 70 % مند ثورة 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس زين العابدين بن علي، رغم العقوبات الجزائية.
وأكدت الدراسة أن “نسبة المتعاطين للمخدرات بمختلف أنواعها لدى المراهقين والشباب تبلغ 60 % بين الفئة العمرية 13 و18 عامًا، بينما تقل نسبة التعاطي تدريجيًا بين الفئات الأكبر سنّا حيث تعد 36.2%بين 18 و25 عامًا، كما لاحظت الدراسة أن مادة الحشيش والتي تسمى في تونس “الزطلة” هي “أكثر المواد المخدرة استهلاكًا بنسبة 92 % تليها المواد المستنشقة (23.3) % يليها الكوكايين بنسبة 16.7 % والهروين بنسبة 16 %”.
وأرجع الأخصائيون في العلوم الاجتماعية انتشار المواد المخدرة لدى الفتيات إلى “حالة التفكك الاجتماعي والإحباط واهتزاز الشخصية” الناجمة عن التغيرات الاجتماعية الكبرى التي يشهدها المجتمع التونسي، في حين تختلف المواد المخدرة المستهلكة حسب الوضع الاجتماعي حيث تنتشر مادة “الزطلة” في الأحياء الشعبية مثل حي التضامن الذي يعد أكثر من 500 ألف ساكن وتبلغ نسب الفقر فيه مستويات مرتفعة بالإضافة إلى البطالة، أما في الأحياء الراقية فينتشر استهلاك الكوكايين والهيروين مثل حي النصر الواقع شمال تونس العاصمة الذي تقطنه الفئات الميسورة، وما يؤشر على أن استهلاك المواد المخدرة يختلف بحسب صنفه والمقدرة الشرائية، وحسب دراسة أجرتها الجمعية التونسية لعلوم الإجرام فإن المواد المخدرة والمسكرات تمثل 70% من أسباب جرائم الذبح.