الرئيسية » حوارات وتقارير
الأستاذة الباحثة بشرى المرابطي

الرباط ـ ياسر المختوم

أكدّت الأستاذة الباحثة في علم النفس الاجتماعي بشرى المرابطي، أن برامج الجريمة في القنوات المغربية، "لازالت محدودة من جهة المضمون والقدرة على رفع مستوى الوعي بمخاطر الجريمة".

وأضافت المرابطي في حوار خاص لـ"المغرب اليوم"، أن من تجليات هذه المحدودية في المضمون أيضًا، "توقف مشاركة رجال الأمن، ما أدى إلى تقمص وتمثيل دورهم بشكل سيء جدًا، فكان نتيجته، ضعف مستوى المجهودات التي يبذلونها في القضية".

كما يتم إعادة نفس المشهد المختصر على بساطته وهو ما يفقد الموضوع أهميته ويسقطه في الابتذال على مستوى التقليل من خطورة الجريمة.

 وأشارت الباحثة في علم النفس الاجتماعي، إلى عدة ملاحظات على البرامج المغربية، منها "الاهتمام بجودة الصورة على حساب تطور الأحداث".

وأضافت أن "هناك برامج كانت مميزة على مستوى الرسالة، في إشارة إلى  "محاربة الجريمة والتوعية بمخاطرها على مستوى الفرد والمجتمع"، فضلا عن "المنظومة القيمية المؤطرة"، خاصة في عدة حلقات من برنامج "أخطر المجرمين"، والبرنامج الإذاعي "حضي راسك".

وذكرت المرابطي، بشأن مقارنتها للتجربة المغربية مع نظيرتها الأجنبية، أنه "بعد متابعة بعض تجارب برامج الجريمة في كل من أوروبا وأميركا ودول عربية، يمكن القول إن برامج الجريمة في هذه البلدان انفتحت على مجتمعاتها بشكل كبير، من خلال، بث حالات قتل أثناء تغطيات إعلامية، ونقل جرائم الاعتداء والقتل من داخل أشهر السجون التي تضم أكبر العصابات التي تدير جرائم في المجتمع من داخل السجون.

وأردفت "كما أنها تفتح النقاش بعد عرض الحلقة لأحدث الجرائم التي لم يقل القضاء كلمته فيها بعد، بالإضافة إلى التواصل مع المشاهدين في إطار البرامج التفاعلية وفتح النقاش مع التصويت مثلًا، هل يمكن اعتباره مجرمًا أم لا؟ وهل يمكن أن يتمتع بظروف تخفيف الحكم أم لا؟".

وبخصوص المخاطر المحتملة، التي تشكلها برامج الجريمة في الإعلام السمعي البصري على الناشئة، أكدت الباحثة في علم النفس الاجتماعي، أنه من الناحية النفسية والاجتماعية، "يساهم الإعلام بشكل كبير في بناء الاتجاهات والميول لدى المتلقي، وخصوصًا الطفل، لأن تكوين الاتجاه والميول يتم في المراحل الأولى من عمر الطفل، لكونها مراحل أساسية في تكوين شخصيته".

وتابعت المتحدثة، "أما عن الإعلام الذي يتناول الجريمة، فإن طبيعة المخاطر المحتملة تتجلى في تقليد القاصر ومحاكاته لما يشاهد، إذا كان البناء الدرامي يعلي من قيمة الفعل الجرمي أو يعتبر المجرم ضحية لعوامل اجتماعية، مما يجعل التعاطف ممكن، كما يحدث التقليد إذا تم إبراز قوة وذكاء المجرم مقابل التقليل من فعالية وخطة رجال الأمن".

ومن خلال متابعتها الشخصية لبرامج الجريمة المغربية، سجّلت المرابطي ثلاث ملاحظات، "الأولى تفيد بعدم وجود أي برنامج يقدم المجرمين كأبطال أو يشجع على القيام بالجريمة أو يبرز عجز رجال الأمن أمام المجرم".

 والثانية أن "البرامج المعروضة متفاوتة في التصور لموضوعها من حيث الاحترافية والمهنية الإعلامية، ما يعني أن كتابة السيناريو وطبيعة الضيوف ترفع من مستوى الأثر الإيجابي لدى المتلقي، فضلا عن الاستفادة من طبيعة الأسباب التي أدت إليها وكذا النتائج السلبية التي حصدها المجرم".

 أما الثالثة فتتعلق بـ"القول إن "برامج الجريمة التي تُعرض ساهمت في ارتفاع نسبة الجريمة، وأنها كانت سببًا في قيام بعض القاصرين بالجرائم".

وأوضحت المرابطي، أنه من الناحية العلمية لا توجد دراسات ميدانية تثبت هذه العلاقة الشرطية أو السببية، بين مشاهدة برامج الجريمة والقيام بها، وكل ما هنالك أن المواطن المغربي في العديد من الاستجوابات الإعلامية ونظرًا للإحساس بغياب الأمن، ولأنه سيصبح مشروع جريمة مستقبلية يطلق مثل هذه التصريحات وهذا الشعور بالفزع.

وأوضحت "العديد من الدراسات، أن المعلومة الإلكترونية والصحافة التي تعتبر أن أخبار الجريمة والفاعل السياسي ترفع من نسبة الولوج إليها ومن نسب المبيعات ساهمت في هذا الشعور".

 وخلصت الباحثة إلى أنه "في غياب أي مؤشر علمي، فإن القول بالمخاطر قول بعيد كل البعد عن التناول العلمي وأقرب إلى تداعيات الحس المشترك".

وأضافت المرابطي، "بما أن مجتمعنا حديث عهد في علاقة الإعلام بالجريمة، أقترح إحداث لجنة على مستوى الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري للمراقبة والمصادقة على الحلقة قبل بثها، ثم القيام بتصوير حلقة واحدة عوضًا  عن ما يعرف إعلاميًا بـ-البلوك-، لأنه يقلل من جودتها".

 واقترحت أيضًا أن "يتم تناول القضايا التي حسم فيها القضاء، والتقليل من وتيرة البث لكل قناة مرة في الشهر بدل مرة في الأسبوع لتحقيق الانتقال الثقافي لدى المشاهد، مع ضرورة مساهمة رجال الأمن في تلك البرامج لإبراز جهودهم ".

 واختتمت: "أخذ الإذن مكتوبًا من طرف الأشخاص الذين قاموا بالفعل الجرمي لمشاركتهم في الحلقة، مع الإخفاء التام لكل ما يكشف عن هويتهم"، مضيفة أن "أهم شيء هو التركيز في بناء الحلقة على بشاعة الفعل الجرمي، وأن النتائج التي كان ينوي الحصول عليها مجرد خيالات لن تتحقق أبدًا".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الإعلامي المغربي رضوان الرمضاني يكشف حقيقة الإعتداء عليه بالضرب
إيناس جوهر تروي قصة "الكوبليه المحذوف" لـ عبد الحليم…
كارلا حداد تؤكد أنها سعيدة بفترة الحجر وتحدّياتها
هيكل: الرئيس السيسي أخبرني أنه لا ينام إلا ساعتين…
أحمد بن محمد بن راشد يؤكّد أنّ تطوير الإعلام…

اخر الاخبار

وزير الخارجية السعودي يؤكد أن العدوان الإسرائيلي على غزة…
خامنئي يحث حزب الله اللبناني على الموافقة على مخطط…
الشعب المغربي يُخلد اليوم الذكرى التاسعة والستين لعيد الاستقلال…
فاطمة الزهراء المنصوري تضع اللمسات الأخيرة على مشروع إعداد…

فن وموسيقى

المغربية فاتي جمالي تخوض تجربة فنية جديدة أول خطوة…
حاتم عمور يُؤكد أن ألبومه الجديد "غي فنان" عبارة…
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…

أخبار النجوم

حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية
أزمة جديدة تُعيق عودة هاني سلامة للسينما
أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025
عمرو دياب يحيي حفلاً أسطورياً في القرية الذكية بمصر…

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
كريستيانو رونالدو يعتلي صدارة هدافي دوري الأمم الأوروبية
محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024

صحة وتغذية

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…

الأخبار الأكثر قراءة