تونس - المغرب اليوم
هاجمت حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي، موقع "انكيفادا" الشريك التونسي في شبكة المحققين الدوليين الذين سربوا وثائق بنما، وأصدرت بياناً رسمياً هددت فيه باللجوء إلى القضاء، بعد كشف الموقع تورط راشد الغنوشي وابنته وزوجها، وزير الخارجية في عهد حكومة النهضة، رفيق بوشلاكة، والوجه القيادي في حركة النهضة ومستشار الغنوشي المقرب، لطفي زيتون، وعدد من القيادات الإخوانية التي كانت لاجئة إلى لندن، بملكية شركات مسجلة في ملاذات ضريبية كشفها التسريب العالمي المعروف باسم وثائق بنما.
ورغم أن إعلان تورط الزعيم الإخواني لا يُشكل مفاجأة بما أن كل القيادات الإخوانية سواءً التونسية منها أو العربية الأخرى، معروفة منذ سنوات بالتورط في مثل هذه العمليات وأشهرها الوجه الإخواني المعروف بتمويل التنظيم الدولي للإخوان وإخفاء مصادر تمويله وطرق إنفاقها، يوسف ندا، إلا أن الحملة العنيفة التي شنتها النهضة، تكشف حجم الإحراج والتورط الذي شعرت به الحركة، بعد قفزها على الفرصة منذ ظهور التسريبات الأولى التي طالت بعض الوجوه السياسية الأخرى، للتنديد بهذا السلوك والدعوة إلى ملاحقة مقترفيه قضائياً.
ابنة وصهر ومستشار
وقال موقع "انكيفادا" التونسي السبت، إن راشد الغنوشي وابتنه إلى جانب رفيق بوشلاكة ولطفي زيتون الذي كان يُدير مكتب الغنوشي في ملاذه اللندني، يملكون مشتركين ومنفردين عدداً من الشركات المُسجلة بأسمائهم، في ملاذات ضريبية منذ إقامتهم في لندن.
وتراوحت الشركات، التي جُمد نشاط بعضها، بين شركات إنتاج إعلامي، ومراكز أبحاث ودراسات كانت تُشرف على إدراة أنشطة الغنوشي وحركته في لندن، ومعروفة لدى المتابعين لنشاط الحركة في تلك الفترة، ولم يتهم الموقع صراحةً الزعيم الإخواني بتجاوز القانون، أو التهرب الضريبي، أو تهريب أموال.
رد واتهام
وردت النهضة ببيان فوري، هددت فيه بمقاضاة الموقع بتهمة الإساءة إلى الغنوشي أولاً، والقيادات الأخرى التي كانت تقيم في لندن.
ويُعتبر البيان والقرارات التي أعلنها سابقة أولى في تونس منذ عودة النهضة إلى العمل السياسي العلني، إذ اتهمت الموقع بمحاولة تشويه صورة الغنوشي "بتعمد الخلط بين الاستقصاء الصحافي" والمناشط الشفافة للمهجرين التونسيين الذين عاشوا محنة النفي القسري، ناذرين حياتهم لخدمة قضيتهم العادلة والدفاع عن حقوق شعبهم، زاهدين في ترف الدنيا رافضين الرضوخ للاستبداد وسياسته".
ودعا بيان النهضة "وسائل الإعلام الشريفة إلى إدانة هذا السلوك المشين، وكشف أصحابه ومن يحركهم" متهماً التسريبات والقائمين عليها بمحاولة تشويه رئيس الحركة، وقياداتها واصفاً ذلك بأنه "انحطاط أخلاقي وسياسي" ليُعلن في الأخير "تتبعنا القضائي لهذا الموقع المفتري والمسؤولين عنه".
واكتفت إدارة الموقع بالرد على النهضة قائلة إنها مستعدة للمثول أمام القضاء، ومده بالوثائق والأدلة التي تُثبت ما كشفته.
إشادة الغنوشي بالتسريبات
يُذكر أن الغنوشي كان من أشد المتحمسين لتسريب أوراق بنما، وقال في تصريحات نشرتها الجزيرة القطرية، فيي 9 أبريل(نيسان) على هامش الذكرى 78 لعيد الشهداء في تونس إن "نتائج التحقيقات في تسريبات أوراق بنما، ستغير المشهد السياسي في تونس"، مُضيفاً أن "التونسيين ليسوا أقل حرصاً من بقية الشعوب، على نقاء الحياة السياسية التي إذا تلوثت، فلا بد من تطهيرها، وفق تعبيره".