بغداد - المغرب اليوم
يتوقع المراقبون والمحللون السياسيون في العراق، خلافًا عسكريًا قد ينشب بين أميركا وروسيا في ضوء تدخل الأخيرة في حلف رباعي لقتال تنظيم" داعش" في العراق وسورية، مشيرين إلى أن أول ضحايا هذا الخلاف هو العراق.
وذكر المحلل السياسي والمراقب لشؤون السياسية إحسان الشمري، في تصريح لـ" العرب اليوم" أنه في حالة نشوب الحرب بين أميركا وروسيا في العراق ستكون أولى ضحايا هذا الخلاف، لافتًا إلى تصاعد وتيرة الخلاف نحو صدام مباشر وعلني بين أعظم قوتين في هذا الكون.
ويعتقد الشمري في حالة عدم نشوب هذه الحرب فسوف تعمل كل من الدولتين ضد الآخر سرًا، كما حصل في تجارب سابقة، مبينًا أن في كلا الحالتين نحن وقود الحرب وبلادنا أرضها.
واسترسل الشمري أن "هنالك محاولة من قبل المجتمع الدولي لإعادة العلاقة بين طهران والرياض من أجل العمل على استقرار المنطقة ومحاربة المتطرفين المتواجدة هناك"، معربًا عن "اعتقاده بوجود ضوء أخضر أميركي لصالح السعودية حول مشاركتها في التحالف الرباعي مع روسيا وإيران بهدف القضاء على تنظيم "داعش" في الأراضي العراقية والسورية".
ويجري وفد عراقي مباحثاته في موسكو لوضع اللمسات الأخيرة على "حلف ثنائي" بين العراق وروسيا سيتم الإعلان عنه قريبًا، هذا الحلف الذي يجري العمل عليه إلى جانب "الحلف الرباعي"، مع كل من سوريا وإيران، سيفتح الباب أمام روسيا لتوجيه ضربات ضد "داعش" في الأنبار والموصل.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي ألمح، في مؤتمر صحفي له قبل أيام ، إلى إمكانية إبرام اتفاقات ثنائية مع أطراف إقليمية ودولية لمواجهة داعش.
وأعرب العبادي عن استغرابه "من بعض الأطراف التي تحفظت على التعاون مع روسيا ضد تنظيم "داعش"، مشيرًا الى أنه "ليس هناك تحفظات على توجيه روسيا ضربات جوية ضد داعش في العراق بشرط موافقة الحكومة العراقية".
وتشير مصادر نيابية ضمن استبيان أجرته "العرب اليوم " وموقفهم من الحلف الرباعي ومدى تأثيره في العراق والمنطقة برمتها .
وذكر عضو التحالف الوطني النائب هشام سهيل أن "وفدًا أمنيًا رفيع المستوى يتواجد في العاصمة الروسية موسكو لوضع الترتيبات النهائية على حلف عسكري ثنائي بين العراق وروسيا سينبثق في وقت قريب".
ورجح سهيل، أنه " يمكن للتحالف الرباعي التي تقوده روسيا من شن غارات جوية على مواقع داعش في الموصل والأنبار أو حتى القيام بإنزال قوات برية إذا تطلب الأمر".
وفي هذا السياق يقول النائب علي المتيوتي، عضو لجنة الأمن البرلمانية إن "الغرفة الاستخبارية سيكون مقرها في العاصمة بغداد ورئاستها ستكون دورية بين أعضاء التحالف الرباعي كل ثلاثة أشهر".
وأضاف المتيوتي أن "هذه الغرفة هي لجمع المعلومات من أجل تزويد العمليات المشتركة للاستفادة منها في الحرب ضد داعش"، موضحًا ان "الغرفة ستضم 6 خبراء من كل دولة من دول التحالف الرباعي أي بواقع 24 خبيرًا".
وتابع عضو لجنة الأمن بالقول إن "هؤلاء الخبراء سيتبادلون المعلومات الاستخباراتية لملاحقة عناصر داعش من خلال المعلومات التي تصلهم عبر الأقمار الصناعية والتعاون مع الأجهزة المخابراتية لهذه الدول". وتوقع "بدء عمل الغرفة في الفترات القليلة المقبلة".
وفي السياق ذاته اتهم عضو عن التحالف الوطني " المعترضين على التحالف الرباعي ، واصفًا إياهم بالمتباكين على داعش والنصرة، وهم جزء من المشروع الأميركي الرامي إلى تقسيم المنطقة".
وقال النائب عن التحالف الوطني اسكندر وتوت إن "دخول التحالف الرباعي إلى المنطقة، خطوة إيجابية وناجحة"، مبينًا أن " التحالف لديه نية حسنة ورغبة جادة في القضاء على المتطرفين مثل داعش والنصرة وتحقيق أمن المنطقة على عكس التحالف الدولي الأميركي الذي كان عونًا وداعمًا للمتطرفين .
وأوضح أن "هناك عدة أدلة منها تزويد الأميركيين للمتطرفين المؤن والسلاح وآخرها الطائرات المسيرة، وكذلك تغاضيها عن دخول أرتال داعش من الرقة السورية إلى الأراضي العراقية وعدم ضربها"، مشيرًا إلى أن "أميركا لا تريد أن تكون هناك قوة في العالم غيرها، وما يهمها هو مصالحها وأمن الكيان الصيهوني وليس لها علاقة باستقرار ومصالح الشعوب".
وأكد أن "المعترضين على التحالف الرباعي فهم اليوم يتباكون على عصابات داعش والنصرة وهم جزء من المشروع الأميركي الرامي إلى تقسيم المنطقة"، موضحًا أن "التحالف أثبت جديته وضرب أهداف هذه العصابات، وقضية الاعتراض على التحالف لأن فيه إيران، فطهران قبل كل شي جارة مثل قطر والسعودية، لكن الفرق الأولى تحارب الإرهاب، والسعودية وقطر تدعم الإرهاب"، لافتًا إلى أن "هؤلاء المعترضين واهمين جدًا في أن أميركا ستحقق حلمهم في تكوين إقليم سني"، موضحًا أن "أهل السنة الشرفاء والوطنيين ضد هذا التوجه إلا الذين باعوا ضمائرهم".
ودعا وتوت " الحكومة العراقية إلى أن ترتقي بالتحالف الرباعي إلى أكثر من المركز المعلوماتي الاستخباراتي والمطالبة باستخدام القوة الجوية للتحالف بضرب أوكار داعش على غرار ما تقوم به الطائرات الروسية من ضرب أوكار جبهة النصرة والعصابات الإرهابية الأخرى".
وبّين أن "دول الخليج تنظر إلى التحركات الروسية والتحالف الرباعي على أنه تقوية للنفوذ الإيراني في المنطقة"، مشيرًا إلى "ضغوطات سياسية تمارسها تركيا والخليج لإفشال التحالف الرباعي والتحركات الروسية".
في هذه الإثناء تتكشف تفاصيل "التحالف الرباعي" الذي أعلن عنه الأسبوع الماضي. وبحسب برلمانيين فإن التحالف سيكون جهة تنسيق استخبارية تضم 24 خبيرًا، بواقع 6 أشخاص من كل دولة، ويعمل على مراقبة حركة داعش على الجانبين العراقي والسوري، وبحسب نواب فإن الجانب الروسي يبدي خشيته من استفحال خطر 2500 مقاتل شيشاني وصلوا المنطقة عبر الأراضي التركية، وأن التحالف الرباعي سيراقب حركة تجنيد المسلحين لداعش.
وكشفت موسكو، الجمعة، عن "ميثاق خاص" سيتم تبنيه قريبًا لتحديد مسؤوليات أطراف التحالف الرباعي، فيما أكدت أن جميع الأطراف تتمتع بقدر متساو من الحقوق في مركز معلومات بغداد.
وقال اللواء سيرغي كورالينكو، الممثل الروسي في مركز معلومات بغداد، في حديث صحافي تابعته "العرب اليوم " إن "مسؤوليات الأطراف الأربعة سيحددها ميثاق خاص سيتم تبنيه قريبًا"، وأضاف أن "جميع الأطراف الأربعة روسيا وإيران والعراق وسورية تتمتع بحقوق متساوية في مركز المعلومات في بغداد".
يُشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرّح في كلمته في مؤتمر جمعية الأمم المتحدة المنعقد، الأثنين، في نيويورك بإمكانية مشاركة السعودية والأردن في التحالف الرباعي الذي تعقده روسيا وإيران مع العراق وسورية بهدف القضاء على التنظيمات الإرهابية.