جنيف ـ المغرب اليوم
تحدث الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس عن احراز "تقدم متواضع" لكن "حقيقي" على صعيد ادخال المساعدات الى المناطق المحاصرة في سوريا، معتبرا ان من شأن تحسين الوضع الانساني ان ينعكس ايجابا على سير المفاوضات.
وقال دي ميستورا لصحافيين بعد اجتماع عقدته مجموعة العمل حول الشؤون الانسانية في جنيف "كان هناك تقدم متواضع لكنه حقيقي في ما يتعلق بالوضع الانساني في سوريا"، معترفا في الوقت ذاته بانه "ليس كافيا على الاطلاق".
واوضح ان المعطيات الاخيرة تفيد بوصول المساعدات الى اكثر من 560 الف شخص يعيشون في المناطق المحاصرة او تلك التي يصعب الوصول اليها منذ مطلع العام، بزيادة قدرها اكثر من مئة الف شخص خلال اسبوعين.
ولفت الى ان 220 الفا من الذين تم الوصول اليهم يعيشون في مناطق محاصرة من قوات النظام او الفصائل المقاتلة او من تنظيم الدولة الاسلامية.
واشار كذلك الى تنفيذ ثماني عمليات "غير مسبوقة" لالقاء المساعدات من الجو الى مدينة دير الزور (شرق)، افاد منها 65 الف شخص، لافتا الى ان برنامج الاغذية العالمي "يخطط حاليا لمضاعفة مستوى مساعداته جوا".
وبحسب دي ميستورا، فقد تم ايصال 54 قافلة مساعدات الى 12 منطقة، من اجمالي 18 منطقة سبق للامم المتحدة ان صنفتها بالمحاصرة في سوريا.
وتستثني هذه الحصيلة قافلة المساعدات المؤلفة من 65 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والادوية والمعدات الطبية التي بدأت الخميس الدخول الى منطقة الرستن المحاصرة من قوات النظام في ريف حمص الشمالي في وسط سوريا.
ويأتي هذا التقدم الطفيف في ادخال المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة بعد اعلان وفد الهيئة العليا للمفاوضات تعليق مشاركته في المحادثات غير المباشرة مع ممثلين للحكومة، احتجاجا على تدهور الوضعين الانساني والميداني.
واقر دي ميستورا الخميس بأن من شأن تكثيف المساعدات الانسانية و"عودة وقف الأعمال القتالية الى الاستقرار" أن "يساعد كثيرا في المناقشات السياسية".
من جهة اخرى، اقر دي ميستورا بعدم احراز نجاح كبير في ملف المستلزمات الطبية، مع رفض الحكومة السورية ادخال ادوية ومعدات طبية الى المناطق المحاصرة.
وقال انه تم السماح بإدخال بعض المستلزمات وبينها أجهزة غسيل الكلى، "لكننا اكتشفنا مجددا ان وزارة الصحة السورية لم تسمح (بإدخال) الفيتامينات والمضادات الحيوية والمسكنات ومعدات الجراحة"، مشددا على ان ذلك "ليس مقلقا فحسب بل غير مقبول وفق القانون الدولي".
واضاف "باتت المستلزمات الطبية اولوية ملحة" وستصر المجموعة الدولية على طلبها "وخصوصا من الحكومة السورية".
وفي ما يتعلق بمدينة داريا في ريف دمشق التي يشكل ادخال المساعدات اليها احد ابرز مطالب المعارضة، اوضح دي ميستورا ان فريق تقصي حقائق برئاسة مديرة مكتبه في دمشق خولة مطر تمكن من الدخول الى داريا للمرة الاولى منذ عام 2012.
واضاف ان "تقريرها بمثابة جرس انذار، فهناك أطفال وهناك مدنيون وهناك حاجة الى الطعام والادوية"، مشددا على اهمية متابعة العمل في هذا الصدد.