بيروت - المغرب اليوم
كثف الطيران الحربي السوري الاحد غاراته الجوية على مناطق عدة في جسر الشغور شمال غرب سورية غداة سيطرة جبهة النصرة وكتائب اسلامية مقاتلة بالكامل على هذه المدينة الاستراتيجية، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد "نفذ الطيران الحربي عشرين غارة على مناطق في مدينة جسر الشغور ومحيطها". ولم يشر الى خسائر بشرية لكنه افاد بارتفاع حصيلة قتلى غارات امس السبت الى اكثر من 27 شخصا.
وتعرضت المدينة لقصف جوي مكثف اثر انسحاب قوات النظام منها امس، بعد خوضها اشتباكات عنيفة ضد مقاتلي النصرة والكتائب الاسلامية التي بسطت سيطرتها الكاملة على المدينة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان "مدنيين اثنين على الاقل وعشرين مقاتلا قضوا جراء قصف الطيران الحربي على مناطق في وسط جسر الشغور السبت بالاضافة الى وجود خمس جثث لم يتم التعرف على هويات اصحابها".
ولفت الى ان "عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة".
ولا تزال المعارك مستمرة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة جنوب المدينة حيث تمكن مقاتلو المعارضة من اسر اربعين عنصرا من قوات النظام والدفاع الوطني، بحسب المرصد.
وقال عبد الرحمن ان "مقاتلي الفصائل الإسلامية تمكنوا من اسر 10 عناصر من قوات الدفاع الوطني امس وثلاثين عنصرا من قوات النظام كانوا متوارين داخل المشفى الوطني"، المجاور لمركز الامن العسكري.
واشار الى ان "قوات النظام حاولت تحرير عناصرها لكنها فشلت في تحقيق هدفها".
واورد التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل ان "وحدة من قواتنا المسلحة تقضي على كامل مجموعة ارهابية في كمين محكم في محيط المشفى الوطني"، من دون اي تفاصيل عن اسر العسكريين.
وتأتي سيطرة جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) وكتائب اسلامية على جسر الشغور السبت اثر انسحاب قوات النظام في 28 آذار/مارس من مدينة ادلب، مركز المحافظة.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) الاحد عن مصدر عسكري قوله ان "وحدات من الجيش والقوات المسلحة نفذت غارات ليلية على عدد من النقاط العسكرية التي تسللت اليها المجموعات الارهابية في محيط المدينة".
وقالت ان "المجموعات الارهابية ترتكب مجزرة مروعة بحق المدنيين بعد دخولها جسر الشغور، ذهب ضحيتها اكثر من 30 مدنيا معظمهم نساء واطفال".
ولم تدل الوكالة باي تفاصيل اضافية في هذا الصدد فيما قال عبد الرحمن ان المرصد لم يتلق اي تقارير عن وقوع مجزرة بحق المدنيين.
واعلن المرصد السبت عن وجود ستين جثة على الاقل لعناصر من قوات النظام في شوارع المدينة. ولفت الى اعدام قوات النظام لنحو 23 معتقلا قبل انسحابها.
ونشرت جبهة النصرة على احد حساباتها على موقع تويتر صورة لجثث داخل غرفة بدا معظم اصحابها في سن الشباب وعليها آثار دماء. وتحدثت عن "مجزرة ارتكبها الجيش النصيري قرب المشفى الوطني".
وبات وجود النظام في محافظة ادلب يقتصر اليوم على مدينة اريحا (على بعد حوالى 25 كيلومترا من جسر الشغور) ومعسكر المسطومة القريب منها.
وقال الخبير في الشؤون السورية في جامعة ادنبره توماس بييريه لفرانس برس ان سيطرة الكتائب المعارضة على جسر الشغور تعد "نقطة تحول".
واضاف "انها نهاية مرحلة الهجوم المضاد الذي بدأته القوات الموالية في ربيع 2013".
وبات النظام السوري وفق بيرييه في "موقف ضعيف جدا لكن ذلك لا يعني بالضرورة انه سيسقط غدا" اذ سبق ان تمكن من الصمود على الرغم من الخسائر العسكرية الكبرى التي مني بها عام 2012.
وتوقع بيرييه احتمال خسارة النظام لمناطق اخرى "كنتيجة لاسباب بنيوية تتعلق باستنزاف عناصره، ما يجبره على التخلي عن مناطق لصالح كتائب المعارضة بهدف التركيز على الدفاع عن اولوياته".
وادى النزاع السوري المستمر منذ اربعة اعوام الى مقتل اكثر من 220 الف شخص ونزوح قرابة نصف عدد سكان سوريا.
المصدر أ.ف.ب