القاهرة – المغرب اليوم
طالبت جامعة الدول العربية بتضافر الجهود الدولية والإقليمية والوطنية لحماية وتعزيز كافة الحقوق والحريات التي كفلتها مواثيق الشرعية الدولية لحقوق الإنسان، داعية المجتمع الدولي إلى تبني سياسات تقوم على حل الأزمات بالوسائل السلمية وتجنيب الأفراد مخاطر النزاعات المسلحة.
وشددت الجامعة في بيان أصدره أمينها العام الدكتور نبيل العربي اليوم بمناسبة الاحتفال بذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان على ضرورة اتخاذ ودعم التدابير اللازمة والكفيلة بالتوعية والتثقيف بالحقوق والحريات وفق ما جاء في العهدين الدوليين.
وأكدت الجامعة ضرورة تضافر الجهود من أجل إعمال وترسيخ الحقوق والحريات الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تلك الوثيقة الأساسية والجوهرية التي تعهد المجتمع الدولي التمسك بها في أوقات السلم وفترات النزاع، خاصة في هذا العام الذي يصادف الاحتفال بالذكرى السنوية السبعين لتأسيس جامعة الدول العربية، وما تعيشه المنطقة من نزاعات مسلحة وانتشار للأعمال الإرهابية التي تشكل تهديدا للحريات والحقوق الأساسية للإنسان العربي مما يستوجب ضرورة التحرك الفاعل لحماية الكرامة الإنسانية ولمعالجة الأسباب المتعددة والمتنوعة للظلم الاجتماعي.
وأوضح البيان أن شعار الاحتفال هذا العام "حقوقنا وحرياتنا دائما"، يهدف إلى نشر الوعي بالعهدين الدوليين في الذكرى السنوية الخمسين لهما، معتبرا أنه وفيما تشهد حقوق الإنسان والحريات الأساسية على مستوى الحماية والاحترام تطورا مستمراً، تمر هذه الحقوق في نفس الوقت بتحديات في ظل الأزمات التي تعصف بعالمنا المعاصر في مناطق عديدة ومتفرقة، خاصة تلك المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة، وبالأخص الحقوق والحريات الأساسية لا سيما ما يتعلق منها بحرية التعبير، وحرية العبادة، وحرية التحرر من العوز، وحرية التحرر من الخوف.
وقالت الجامعة" ان التحديات أمام التمتع بهذه الحقوق المشروعة أفرزتها العديد من العوامل الهيكلية منها غياب المؤسسات ونظم العدالة الفاعلة وغياب سيادة القانون والمحاسبة والشفافية وغياب الإعلام الواعي الحر، وممارسات وظواهر منها انتشار خطاب الكراهية والإمعان في التمييز لتطال الحق في الحياة والأمن والحرية، وتقليص الحريات بحجة المحافظة على الأمن ومكافحة الإرهاب. كل هذا أثر على التمتع بالعديد من الحقوق منها الحق في العمل بشروط عادلة ومرضية، وحق تشكيل النقابات، وحق الضمان الاجتماعي، وحق العيش بمستوى لائق، والحق في التربية والتعليم".
ولفت البيان إلى أن الشعب الفلسطيني يعد من أكثر الشعوب معاناة من غياب هذه الحقوق التي تنتهك منذ عقود بشكل ممنهج وبأشكال متعددة لا سيما استمرار أعمال القتل التي يرتكبها الجنود والمستوطنون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين، بالإضافة إلى احتجاز الآلاف من الفلسطينيين بدون محاكمة، واستمرار مصادرة الأراضي الفلسطينية، وتوسيع وإقامة المستوطنات الإسرائيلية فيها، ومصادرة ممتلكات الفلسطينيين ونزع ملكية أراضيهم، وهدم منازلهم، كل هذه الممارسات والانتهاكات تصاعدت وتيرتها ووحشيتها أمام تغاضي وصمت المجتمع الدولي عن هذه الانتهاكات وغياب التحرك الفاعل والجاد للتنديد بها ووقفها.
وأكدت الجامعة على مسؤولية الدول نحو حماية وإعمال كافة الحقوق والحريات للأفراد، وإدماج حقوق الإنسان في السياسات العامة للدول، مشددة على أولوية حماية حقوق الإنسان في إطار التدابير التي يتم اتخاذها لمكافحة الإرهاب.