تونس ـ وام
يتخذ مجموعة من الشبان التونسيين رقص البريك دانس كوسيلة لمكافحة اليأس، في ظل الأوقات العصيبة التي تعيشها بلادهم. كما أنهم يعتبرونه منبرا للإبداع ووسيلة لحمايتهم من التطرف.
Breakdance in Tunesien
بملابس البريك دانس الأمريكية يتمرن مجموعة من الشباب على رقصات جديدة، تحت إشراف فريق عمل يجوب مختلف أنحاء تونس. وبدأ نضال بولاغي المسؤول عن هذا المشروع التربوي، جولة في المنطقة الوسطى من تونس في الخريف الماضي مع طاقمه. وقد حدد الهدف من هذا المشروع في تخفيف حدة الغضب السائد بين الشباب وتحويل طاقتهم القوية إلى شيء إيجابي. ورش العمل الأول كان في مدينة سيدي علي بن عون، بعد أسابيع قليلة من اندلاع اشتباكات بين مسلحين متطرفين وقوات الجيش، أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص. ويقول نضال في هذا الصدد: "اعتقد أن تحفيز الشباب على الأنشطة الثقافية، سوف يساعد على تهدئة التوترات كما أنه سيبرز الإمكانات الإبداعية الكبيرة لدى التونسيين". وأضاف أن رقص البريك دانس يجلب البهجة والسرور للشباب ويلهيهم عن مشاكلهم اليومية.
نضال، الذي ينحدر من مدينة سيدي بوزيد، مهد الثورة التونسية قبل أكثر من ثلاث سنوات، يقول إن الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي يعيشه الشباب قد يدفعهم إلى التطرف ويجعلهم فريسة للجماعات المتطرفة، خاصة وأن أكثر من أربعين في المائة منهم يعانون من البطالة وغياب أفق واضح.
وهو الفراغ ذاته الذي دفع بعضهم للذهاب إلى سوريا للمشاركة في الحرب الدائرة هناك، على حد تعبير نضال، الذي أوضح أيضا أن أخاه ذهب السنة الماضية للجهاد في سوريا لمدة ثمانية أشهر. وعند عودته إلى تونس نصّب "أميرا" لجماعة سلفية تعتبر الرقص حراما شرعا.
وحسب السلطات التونسية فإن نحو ألفي شخصي يحاربون في صفوف جماعات إسلامية متطرفة في سوريا، في الوقت الذي تتخبط فيه تونس نفسها في مشاكل أمنية عقب اغتيال قياديين يساريين الأشهر الماضية. نضال يعتبر أن الإسلاميين المتشددين هم المسؤولين عن هذه الاغتيالات وعن تردي الوضع الأمني بشكل عام. ولهذا فإن مشروع رقص البريك دانس "فرصة لإخراج الشباب من دائرة العزلة والتهميش". ويضيف نضال أن المشروع ليس طريقة لتطوير مهارات الشباب في الرقص فحسب، بل إنه منبر لتبادل الأفكار ووسيلة للتغلب على تحديات الحياة اليومية.