الجزائر - المغرب اليوم
قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم الأربعاء بموسكو، في أول نشاط له في إطار زيارة الدولة التي تقوده إلى روسيا، إن بلاده تعتمد «سياسة اقتصادية جديدة، الهدف منها التحرر من المحروقات، ليبقى هذا القطاع مورداً مالياً نستعين به لإعطاء دفع للتنمية».
وحضر تبون أشغال «المنتدى الاقتصادي الجزائري - الروسي»، الذي انطلق الأربعاء في موسكو، بمشاركة رجال أعمال من البلدين، لبحث التجارة ومشروعات استثمار وشراكة اقتصادية، حيث أكد في خطاب له أن الجزائر «تشهد نهضة اقتصادية تسير بوتيرة سريعة جدا، بغية تدارك ما فاتها من وقت، ومن فرص استثمار وتبادل استثماري مع أصدقائنا، ومع أفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط»، مبرزا أنه «يوجد حاليا ما يقارب 1450 مشروعا صناعيا قيد الإنجاز».وأفاد تبون، وفق ما نشرته وكالة الأنباء الجزائرية، بأن قيمة الصادرات خارج المحروقات بلغت 7 مليارات دولار في 2022. مبرزاً أن هذا الرقم «يبدو ضعيفاً، لكنه بالنسبة للماضي يعتبر معجزة. فالمداخيل (باستثناء عائدات المحروقات) لم تتعد منذ 30 أو 40 سنة 1.7 مليار أو 1.8 مليار دولار». كما أشار إلى أن الحكومة تطمح إلى بلوغ 13 مليار دولار، «وبهذا تكون عجلة التنمية قد انطلقت».
وتعول الدولة، وفق تبون، على الصناعة التحويلية الغذائية، والزراعة والشركات الناشئة، لتحقيق مستويات عالية من التصدير.وللوصول إلى الأهداف المسطرة في المجال الاقتصادي، تستعمل الحكومة، وفق الرئيس، آليات معينة مثل «وكالة ترقية الاستثمار»، ويتمثل دورها في مرافقة الراغبين في إطلاق مشروعات استثمارية، سواء كانوا جزائريين وأجانب. كما أطلقت الحكومة عمليات لتأهيل العقار الصناعي لجعله صالحا لاحتضان مؤسسات ومشروعات، وفق الرئيس تبون، الذي تحدث أيضا عن «استقطاب المستثمرين ورجال الأعمال، وتوجيههم نحو مناطق صناعية، ومناطق نشاط المؤسسات الصغيرة، مع إحاطة كل ذلك بقواعد التنافس والشفافية». مشيدا بـ«الجهود الكبيرة التي تبذل في مجال محاربة البيروقراطية، من خلال تحرير الاستثمار من عراقيل الإدارة»وأضاف تبون أن «الأصدقاء في روسيا يدركون أن ثمة إمكانيات هائلة للتعاون في مجالات التحويل التكنولوجي، والسياحة والزراعة والعلوم الدقيقة». مبرزا «أهمية فتح بنوك خاصة بالجزائر... وأتمنى أن يبادر القطاع الخاص الوطني والأجنبي والروسي الصديق، عن قريب، بفتح بنوك خاصة من أجل أن تكون هناك معاملات مقبولة، بين الخواص بعيدا عن الانحرافات».
ويقصد بـ«الانحرافات» ضمناً، تجارب فاشلة لبنوك خاصة بالجزائر، ميزها الفساد وسوء التسيير ما أدى إلى انهيارها. وتابع تبون موضحا «من المفارقات في الجزائر اليوم أن نجد 85 في المائة من رأس المال الوطني بين أيدي الخواص». وقال إنه «يأسف» لكون 92 في المائة من المال المتداول اقتصادياً وفي التبادل التجاري، هو مال عام. وخاطب المشاركين في أشغال الاجتماع الاقتصادي، بقوله: «أمامكم فرص حقيقية لاستكشاف إمكانيات التكامل الاقتصادي في كثير من المجالات، خاصة وأن الجزائر مقبلة على تنفيذ خطة استثمارية في السنوات المقبلة في مجالات الطاقة، والبنية التحتية والزراعة، ومنتجات الدواء والصناعة الغذائية والتحويلية».من جهة أخرى، ذكر بيان للرئاسة الجزائرية أن تبون دشن بموسكو «ساحة الأمير عبد القادر الجزائري»، حيث وضع نصب قائد الثورات الشعبية في بداية الاستعمار الفرنسي للجزائر في القرن الـ19. وكتب في النصب أن الأمير عبد القادر «بطل وطني ومؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، أسدت له روسيا فارسا من وسام النسر الأبيض الروسي، نظير دوره في حماية أعضاء القنصلية الروسية في دمشق سنة 1860».ويرتقب أن يجري تبون محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين، غدا الخميس. كما تتضمن أجندة الزيارة لقاءات له في مجلس الدوما ومجلس الاتحاد الروسي.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
تبون يُحدّد أولويات الجزائر الأساسية بعد انتخابها في مجلس الأمن