بيت لحم - المغرب اليوم
قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، "إن إرادة شعبنا قوية رغم أن الطريق طويل وصعب، وهناك عقبات وعراقيل، ولكن لا تيأسوا ولا تقنطوا فإن الدولة قادمة لا محالة شرط أن تصبروا وتصمدوا".
جاء ذلك في كلمة سيادته مساء اليوم السبت، خلال افتتاحه أعمال مؤتمر مغتربي أبناء محافظة بيت لحم الأول، تحت شعار "العودة إلى الجذور"، في قصر المؤتمرات بمدينة بيت لحم.
وأضاف سيادته أن الذي "بقي هنا عليه أن يصمد والذي هناك (الغربة) عليه أن يتواصل ويتسمك بالجذور، وهناك ملايين الفلسطينيين المغتربين في الخارج نريد أن نساهم مع بعضنا لكي نعيد بناء دولتنا فلسطين".
وقال إن قصتي النجاح لهاشم الشوا وألبيرتو قسيس الصباغ تعبران عن الشعب الفلسطيني في داخل الوطن وخارجه، فإحداهما تروي معاناة أبناء شعبنا في وطنهم والأخرى تروي المعاناة في الغربة، "فهذا صادف صعوبات جمة أدت إلى إغلاق بيته والثاني تعرض إلى حريق أدى إلى إنهاء مشروع حياته، ولكنهما لم ييأسا واستمرا وعادا وشكلا إلى يومنا هذا قصتي نجاح يحق لنا كشعب فلسطيني أن نفتخر بهما، فهما نموذج للفلسطيني في الوطن وفي الشتات".
وأضاف سيادته: "أنا فلسطيني ويجب أن أبقى كذلك، فمنذ أن كانت هناك قضية اسمها قضية فلسطين أي منذ أكثر من 100 عام كان مقدرا ومقررا أن ينهى ويلغى ويمحى اسم فلسطين وأن يلغى ويمحى اسم الشعب الفلسطيني ليحل محلهم أناس آخرون، ولكن شعبنا ثبت اسم فلسطين بالصبر والصمود".
وتابع الرئيس أننا لم نحصل على على صفة رسمية لفلسطين حتى عام 2012 بحصولنا قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة كعضو مراقب، مضيفا أننا "ناضلنا وما زلنا نناضل لكي نثبت فلسطين على خارطة العالم، ثبتناها كدولة مراقب، رفعنا العلم الفلسطيني في الأمم المتحدة، وأصبحنا أعضاء في الكثير من المنظمات الدولية ولكن ينقصنا الكثير، وأمامنا الكثير، حتى نحقق الإنجاز الوطني ونحقق قيام دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية كدولة مستقلة.
وأردف سيادته: "منذ 1850 بدأت هجرات أهلنا من هنا، بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا، بحثا عن لقمة عيش كريمة فذهبوا إلى هناك، لكن فلسطين بقيت في قلوبهم وعقولهم ولم يندمجوا في الغربة، ونقلوا حب فلسطين للأجيال المتعاقبة ولم ينسوها".
وأضاف:" زرت تشيلي قبل عدة سنوات وتم استقبالي من الجالية الفلسطينية هناك بقلوب عربية تحب فلسطين، حافظوا على فلسطين بعقولهم وجذورهم والوطن في قلوبهم، وهم في قلب الوطن رغم الغربة والبعد عنه".
وحيا سيادته المؤتمرين على مؤتمرهم، متمنيا لهم التوفيق، وأن يتكرر هذا المؤتمر من كل أبناء الجاليات الفلسطينية المغتربة الأخرى ليعيدوا ارتباطهم المادي بوطنهم وليعيشوا مع أهلهم ويستثمرون في بلدهم.
وأضاف أن هذه هي العودة الحقيقية للجذور، "فنحن نناضل من أجل تثبيت فلسطين على خارطة العالم، واليوم مؤتمركم يقام على أرض دولة فلسطين، على أرضكم، وفي مهد السيد المسيح.
وتابع الرئيس أن "أبواب الحوار مع الإسرائيليين أقفلت ونحن لم نقفلها وما زالت أيدينا ممدودة للسلام، لا هم يلغوننا ولا نحن نلغيهم، فلهم دولتهم ولنا دولتنا، إذا وافقوا على ذلك فإن المبادرة العربية تنص على التطبيع مع الدول العربية والإسلامية بعد تحقيق السلام ولكن لا تلعبوا من تحت الطاولة (إسرائيل) وتحاولوا التطبيع قبل أن تنسحبوا من أرضنا".
وأردف: "نحن صادقون بدعوتنا للحوار واللقاء على أساس وقف الاستيطان وتنفيذ الاتفاقات السابقة واحترامها، وإذا لم تحترم تنفيذ اتفاقيات بسيطة فكيف ستحترم اتفاق سلام نهائي".
وقال سيادته: "رفعنا صوتنا عاليا وقلنا للعالم اعملوا ما عملتم مع إيران عندما تداعى العالم لحل الأزمة الإيرانية، فاستجاب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وقال أنا جاهز لعقد مؤتمر دولي وبالفعل عقد المؤتمر في الثالث من يوليو الماضي وسيعقد بشكل نهائي نهاية العام الجاري، ونأمل أن تشكل لجنة دولية تتابع الحوار على أرضية واضحة ومدة زمنية محددة وآلية للتنفيذ، وعند ذلك يمكن أن نصل إلى حل، هذا هو الطريق الأخير الذي نحاول أن نسير به لتحقيق السلام الذي نحن مخلصون لتحقيقه"، "متسائلا: هل الطرف الأخر مخلص كذلك؟ سؤال يوجه له ونحن ننتظر".
وأكد سيادته "أننا باقون على أرضنا وصامدون فيها ولن نرحل، وتجربة عام 1948 لن تتكرر وكذلك عام 1967، سنبني وطننا، وهناك حركة وقصص نجاح ونمو سياحي واقتصادي وحياتي وفق إمكاناتنا وفي المناطق التي نسيطر عليها، فقبل حوالي شهر وضعنا حجر الأساس لمستشفى خالد الحسن لعلاج أمراض السرطان، وكذلك مستشفى العيون في ترمسعيا وهو الآن في مراحله النهائية، وهناك المستشفى الاستشاري الذي بني من القطاع الخاص".
ودعا سيادته القطاع الخاص إلى تنفيذ المشاريع الاستثمارية واستغلال الفرص في فلسطين وأن يفيد ويستفيد.
وقال الرئيس إن "لدينا منتخبان، منتخب وطني في فلسطين ومنتخب (بالستينو) في تشيلي، علما أن الرياضة عندنا قبل خمس سنوات أنعشت واستنهضت، فهي لم تكن موجودة بسبب الاحتلال".
وأضاف سيادته أن مؤتمر العودة إلى الجذور يعقد هنا في قصر المؤتمرات الذي بناه سعيد خوري وحسيب الصباغ، الرحمة على الرجلين العظيمين، وممكن أن يكون مقره هنا لكي يعقد العام المقبل هنا في قصر المؤتمرات".