بيروت ـ ميشال سماحة
تشهد المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان، وخصوصاً مخيم برج الشمالي في مدينة صور، إلى جانب مخيمي عين الحلوة والمية ومية في صيدا، منذ ثلاثة أيام، أجواء مشحونة من التوتر بين حركتَي "فتح" و"حماس"، وتعيش على وقع الأحداث الأمنية، التي بدأت بانفجار مخزن الأسلحة والذخائر في ملجأ مسجد عدي بن كعب، الذي تشرف عليه "حماس" في مخيم البرج الشمالي، والذي نجم عنه سقوط أحد عناصرها وإصابة آخر واحتراق قاعات المسجد وأضرار كبيرة داخله وفي جواره. والحدث الأمني الأبرز حصل عصر أمس الأحد خلال تشييع حركة "حماس" العنصر حمزة شاهين بحضور ممثلين عن حركة "أمل" و"حزب الله" والجماعة الإسلامية وفصائل فلسطينية، إذ تعرّض موكب المشيعيين لإطلاق نار أدّى إلى مقتل شبان من "حماس" من مخّيمَي عين الحلوة والمية ومية في صيدا، الأمر الذي أدّى إلى تفاقم أجواء التوتر والقلق، خصوصا بعد اتهام "حماس" مباشرة عناصر "الأمن الوطني الفلسطيني" بإطلاق النار على المشيعيين و"ارتكاب مجزرة بحقهم"، بعد سقوط 3 أشخاص بإطلاق نار نحو موكب التشييع، الأمر الذي نفته مصادر قيادة "الأمن الوطني".
وعلى الرغم من تسليم أحد المتهمين بإطلاق النار، وتبيّن أنّه من مخيم البث في صور إلى الجيش اللبناني، فإنّ أجواء التوتر والشحن لا تزال تسود قيادة الطرفين وعناصرهما، فضلاً عن سكان المخيمات الذين غالباً ما يدفعون الثمن بسبب صراعات وخلافات التنظيمات المسلحة. وتم بعد ظهر اليوم تشييع العناصر الثلاثة في عين الحلوة والمية ومية في صيدا الذين سقطوا في حفل تشييع حمزة شاهين في مخيم البرج الشمالي وسط تعطيل مدارس "الأونروا" في المخيمات، علماً أنّ جهات لبنانية وفلسطينية تقوم باتصالات ومساعي مع قيادة حركتَي "فتح" و"حماس" من أجل ضبط الوضع وعدم تفاقمه. وأصدرت قيادة حركة فتح في منطقة صور بيانا مساء أمس ردت ردا على حملة الإفتراءات والأكاذيب الملفقة إستنكر اللواء توفيق عبدالله زج إسم حركة فتح وإتهامها جزافا ودون وجه حق بالتحضير وافتعال حادث برج الشمالي، مديناً بشدة هذه الجريمة التي أدت إلى سقوط ضحايا.
ونفى أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح في منطقة صور اللواء توفيق عبدالله بأنه ليس لحركة فتح اي علاقة بالحادث الذي أدى إلى إستشهاد ثلاثة من أبناء شعبنا الفلسطيني، مؤكداً إستعداد حركته لتسليم أي شخص يثبت تورطه في الحادث. وأكد اللواء عبدالله حرص حركة فتح على أمن واستقرار المخيمات والتجمعات الفلسطينية والجوار اللبناني الشقيق. كما أكد اللواء عبدالله اننا في حركة فتح لن نسمح لأي كان بالعبث بأمن وأمان أهلنا في المخيمات الفلسطينية في منطقة صور. وفي المقابل طالب اللواء عبدالله قيادة حماس أن تعالج الموضوع بحكمة وبعيدا عن النزعات الفصائلية، وعليهم أن يتحملوا المسؤولية بتجرد وشفافية.
وفي بيان لها، حمّلت حركة "حماس" "قوات الأمن الوطني الفلسطيني" التابعة للسلطة الفلسطينية، "المسؤولية المباشرة عن جريمة القتل والاغتيال المتعمد، ونحمل قيادة السلطة في رام الله وأجهزتها الأمنية في لبنان المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة". ونعت الحركة ثلاثة "من أبنائها في لبنان"، وهم: "محمد وليد طه (30 عاماً) من مخيم عين الحلوة، حسين محمد الأحمد (22 عاماً) من مخيم المية ومية، وعمر محمد السهلي (21 عاماً) من مخيم المية ومية". واعتبرت الحركة أنّ "هذه المجزرة هي جريمة تستهدف كامل المجتمع الفلسطيني في لبنان، وتعد اعتداءً على الوجود الفلسطيني في لبنان، وعلى قواه الوطنية"، كما "تهدف إلى تخريب مسيرة السلم الأهلي والأمن والاستقرار في المجتمع الفلسطيني في لبنان، وتستهدف إلى العبث بأمن المجتمع اللبناني في عمق منطقة حساسة في جنوب لبنان كانت وما زالت خزان مقاومته وحاضنة نصره، في الوقت الذي يشهد فيه لبنان العزيز أزمة اقتصادية واجتماعية وتستهدفه مشاريع أمنية إسرائيلية". ودعت "حماس" إلى "تسليم القتلة للسلطات اللبنانية، وإحالتهم للعدالة، وكل من له علاقة بالمجزرة، وندعو أجهزة الأمن اللبنانية إلى ملاحقة هؤلاء القتلة ووقف التعاون مع جهاز يرتكب مثل هذه المجزرة".
قد يهمك أيضاً :
شاهد: الاشتباكات المؤسفة بين أكبر تنظيمين فلسطينيين داخل مخيم برج الشمالي في جنوب لبنان
إنفجار مستودع أسلحة في مخيم فلسطيني في لبنان يودي بحياة ١٣ شخصاً وعشرات الجرحى