مقديشو - عبدي حسن
أكثر من 20 عامًا لم تنعم فيها الصومال بحكومة فاعلة بسبب الفوضى الأمنية والحرب، واختفت خلالها مظاهر الحياة العامة، وحل محلها الدمار والخراب، وتحولت العاصمة مقديشو إلى مدينة أشباح، وكأنها سفينة خربة تتقاذفها الأمواج. وبعد تحسن الأوضاع الأمنية في البلاد وخروج حركة "الشباب" المرتبطة بتنظيم "القاعدة" من مقديشو، عادت مظاهر الحياة إلى سابق عهدها، ففتحت المحلات التجارية وانتشرت المقاهي الصغيرة على سواحل مقديشو.غير أن القصة التي أثارت إعجاب الكثير من المجتمع الصومالي والتي لم تكن مألوفة في السابق، هي افتتاح حديقة للأطفال والتي جذبت الأطفال والأسر المغتربة، وأعطت مشهدًا يضفي رونقاً آخر للمتغيرات المعيشية في مقديشو.وبدأ المغتربون يعودون إلى أرض أجدادهم بعد غياب أكثر من عقدين من الزمن، ودشنوا مشاريع استثمارية كبيرة لم تكتحلها عيون سكان مقديشو طيلة الأعوام الأخيرة.ولاق مشروع حديقة الأطفال الذي أقيم قرب ساحل ليذو إقبالاً كبيرًا لأطفال مقديشو ليجدوا مساحة للهو واللعب، وهي مظاهر سلبتها الحروب من الأطفال لأكثر من 20 عامًا.وتوفر الحديقة الني تتسع لأكثر من 100 طفل كل ما يحتاج إليها الصغار من الألعاب والأراجيح والدراجات الهوائية والديناصورات وبرك السباحة ويقضون فيها ساعات كثيرة طوال النهار.ويقول أحد مؤسسي الحديقة لـ"العرب اليوم"، أحمد خيري، إن هذه الحديقة الواسعة تستطيع أن تستقبل في ساعة واحدة أكثر من 70 طفل، مؤكداً أنهم في خدمة الأطفال لإتاحتهم فرصة للعب والاستراحة.وتقول الطفلة سمية علي، 10 أعوام، لـ"العرب اليوم" أشعر بفرحة كبيرة، وإنني أوجه للأمهات دعوة لجلب أطفالهم إلى هذه الحديقة لكي يأخذوا قسطاً من اللعب والراحة علهم ينسيهم أعوام الحرب والفوضى.ويضيف أحمد من شباب مقديشو، إن المغتربين يخلقون فرص عمل جديدة للصوماليين، ويعمل كثير من الشباب في مراكز ومحال ومشاريع المغتربين بعد أن كان عدد كبير منهم في السابق يتجولون شوارع العاصمة بحثاً عن فرصة عمل ، ويشير أحمد إلى أن هذه المشاريع ستؤدي إلي استثمار كبير ومن المحتمل أن يحذو باقي المتغربين حذو هؤلاء، وأن يتبادروا إلي البلاد لإقامة المشاريع الحديثة لتحقيق التطور الاقتصادي في البلاد.ويقول بعض المحللين الاقتصاديين، إن هذه الاستثمارات تُدخل للبلاد أموالاً كبيرة تلعب دوراً في إنعاش الاقتصاد الصومالي، وأكد المحلل الاقتصادي، محمود علي لـ" العرب اليوم" أن مشاريع المغتربين تلعب دوراً في خفض معدلات البطالة في البلاد وتساهم مشاريعهم في إحداث نقلة اقتصادية، وهو ماسيحسن أوضاع الصوماليين.وتعد هذه الحديقة هي الأولى من نوعها في البلاد، وتجتذب الصغار وخصوصًا في أيام العطلة، وأيام الأعياد والمناسبات.