غزة ـ محمد حبيب
انطلقت أعمال مؤتمر "الأمن القومي الفلسطيني الأول" في غزة، مساء السبت، بمشاركة شخصيات فلسطينية وعربية، منها كبير باحثي "مركز الجزيرة للدراسات" د. بشير نافعة، والمستشار السابق للرئيس المصري الجديد محمد سيف الدولة، وتحت إشراف أكاديمية الإدارة والسياسة للدراسات العليا في القطاع، وتستمر فعالياته على مدى يومين، يناقش خلالها العديد من أوراق العمل المتعلقة بالأمن القومي الفلسطيني. وقال رئيس المؤتمر، مدير عام قناة "الجزيرة" السابق، الإعلامي وضاح خنفر، في افتتاح فعاليات المؤتمر، "جئنا اليوم لنتحاور بشأن الواقع الجديد الذي تمر به منطقتنا، وننظر كيف يمكن لنا كأبناء فلسطين نقل الصورة الحقيقية له، اليوم جميعنا سنتأمل اللحظة التاريخية الحديثة، لكي نعيد بناء ما جرى هدمه منذ قرن، ونستعيد عزة وكرامة مفقودتين، لتعود فلسطين مجددًأ البوصلة والروح لهذا الحراك العربي الذي يجتاح المشرق الإسلامي"، داعيًا إلى مصالحة وطنية كبرى بين مكونات الشعب الفلسطيني في الـ٤٨، والداخل والشتات. ووجه خنفر نداءه إلى الشباب الفلسطيني، على وجه الخصوص، لتسلم زمام المبادرة الوطنية، موضحًا "فلسطين أغلى من تصبح سلعة سياسية مصلحية، وما نريده هو مشروع فلسطيني وطني فوق الحزبية والفروق الأيديولوجية ليتفاعل مع التغيرات الإستراتيجية الكبرى في المنطقة، وفلسطين ليس لها حدود، والمصالحة الكبرى أن يتصالح الفلسطينيون مع أفكارهم، ولا يمكن أن ننسى فلسطين لأننا نعيش لها وتعيش لنا، ويمكن تقسيم الشرق إلى٤ أمم، هم العرب والترك والكرد والإيرانيون، وهذه الأمم بتحالفها وتدافعها صنعت فكرنا وحضارتنا"، محذرًا من أن من يريد عكس ذلك سيدمر المستقبل، مضيفًا "إن القوى في العالم تتغير، وتأثيرها على منطقتنا ومناطق الجنوب تتناقص، وهذا في صالح مشاريعنا، لأن هذه القوى لن تكون صاحبة القرار الأساسي، وفالعالم يتغير، والسبب في هذا أن هناك نافذة دولية قد فتحت من خلال قطاع غزة". وأكد الأمين العام لمجلس الوزراء، عبدالسلام صيام، خلال كلمته، "ننظر للمؤتمر على أنه محاولة لفهم معنى الأمن القومي، وكيف تتحقق أعلى الدرجات الأمن في بلادنا، وأنّ مفهوم الأمن لم يعد يقتصر على المعنى الحربي، بل تعدى ليشمل الاقتصاد والسياسة، ويكون جزء أصيل من مكونات المستقبل والانتقال نحو السيادة والريادة"، مضيفًا أنّ "المؤتمر يضع إضاءات نسترشد بها في حاضرنا، وتفيد في استنهاض طاقات شعبنا لتجعل منه عنصرًا رئيسًا في النظر للأمن الوطني، لهدف ترتيب العمل الأمني في فلسطين، ليكون أكثر مهنية واحترافية والتصاقًا بالمشروع الوطني". ودعا صيام إلى الوصول إلى الأمن القومي في المجتمع الفلسطيني، بدءًا من حماية الذات والشعب والمقاومة، وانتهاءً بالانصهار مع الآخرين في مشروعنا، مؤكدًا أنّ "الشعب الفلسطيني المرابط، جزء أصيل ينبغي أن يكون لكل مكوناته دور في الانتصار". وقال الباحث الأول في مركز "الجزيرة للدراسات"، بشير نافع، "لن يستقر الشرق ولن يستطيع النهوض من دون حسم الصراع في القضية الفلسطينية، مع إحداث حركة تغيير شاملة في منطقة الشرق الأوسط، لأنه السبب الرئيس خلف انعقاد المؤتمر، وفي هذه المنطقة من العالم وجد الشعب الفلسطيني، وعلى مر مائة عام وبلا كلل أو ملل، ليقاتل بصلابة غير معهودة في ظل موازين قوى بالغة الظلم ضد المشروع الصهيوني في المنطقة، وبموازاة ذلك لم يكن هناك قدر كافي من التفكير والتأمل والحوار بشأن الإستراتيجيات الكبرى والطريق والمستقبل". وأشار رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، إبراهيم حبيب، إلى أن "فكرة المؤتمر جاءت إيمانًا بأن وحدة الأمة العربية والإسلامية لن تتم إلا عبر البوابة الفلسطينية، التي يجب تعزيز صمودها وتمكين ثوابتها"، مضيفًا "من خلال هذا المؤتمر نريد أن نقدم نموذجًا جديدًا للمصارحة، وأن نقف على عملية تقييم للسياسات والبرامج، لنعرف إلى أين نحن ذاهون، وإن انطلاق المؤتمر في (يوم الأرض)، يؤكد على فلسطينية القضية ومدى وطنيتها". وأوضح رئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر، هاني البسوس، أن "الهدف من المؤتمر، يتمثل في رصد التحديات التي تواجه الأمن القومي الفلسطيني، بطريقة علمية، وتقديم رؤى إستراتيجية لصناع القرار، وأن محاور المؤتمر تستهدف التحولات السياسية والإقليمية، وتأثيرها على القضية الفلسطينية، إلى جانب الحديث عن القدس في ظل الانتهاكات التي تتعرض لها، وتقييم تجربة الحكم والمقاومة في الأراضي الفلسطينية".