الرئيسية » أخبار عربية

المنامة ـ وكالات

"الشعب يريد اسقاط النظام" عبارة اصبحت اشبه بموسيقى تصويرية صاحبت انتفاضات الشرق الاوسط منذ اندلاعها عام 2011.ففي احدى الليالي الحالكة في قرية مهزة الواقعة على مشارف العاصمة البحرينية المنامة، تجمع مئات السكان متحدين حظر التظاهر العام الذي فرضته البلاد في اكتوبر/تشرين الأول.واثناء تجمع المتظاهرين انتظارا لمقدم الشرطة، استبدلوا هتاف "يسقط حمد" بهتاف يسقط النظام، في اشارة الى العاهل البحريني الملك حمد آل خليفة.ينتمي المتظاهرون الى الطائفة الشيعية، وهي الطائفة الغالبة في البحرين، على نقيض عائلة آل خليفة الحاكمة التي تنتمي للطائفة السنية.لقد تجاوزت مشكلة قرية مهزة –والقرى الشيعية الاخرى في البحرين– أنها مجرد صعاب محلية تواجه اتباع هذه الطائفة.لقد وقعت البحرين في براثن قوى تعيد رسم ملامح الشرق الاوسط، وهي تضم ضغوطا من اجل التغيير، فضلا عن رغبات وطموحات القوى العظمى.وتعد البحرين افقر مقارنة بوضع دول مجاورة لها امثال الامارات وقطر، كما تعاني في الوقت عينه من عثرات اقتصادية طويلة الاجل، لاسيما ما يتعلق بالبطالة و تردي اوضاع الاسكان.كما تمثل البلاد ايضا مرفأ للاسطول الخامس الامريكي المنوط بالحفاظ على طرق تصدير النفط مفتوحة وتذكير ايران بما يمكن ان يفعله الامريكيون بهم اذا دفعتهم نية لذلك.لكن قضية الطائفية الدينية هي القضية الابرز التي تكمن وراء اندلاع الاضطرابات واعمال العنف في الشرق الاوسط الجديد.وتقع البحرين بين المملكة العربية السعودية السنية وايران الشيعية، وهي تتمتع بتاريخ طويل من التوتر الطائفي بين الاغلبية الشيعية والاقلية السنية.ويسيطر السنة على معظم الاموال والسلطات، فبعض الاسر الشيعية تتمتع بمكانة مرموقة في النظام الى جانب شغل مناصب رفيعة، لكن الغالبية العظمى من المواطنين يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية.وتماثل الطائفة الشيعية والسنية طائفتا البروتستانت والكاثوليك في العالم المسيحي، فهما يعيشان دوما في وئام مع بعضهما، لكن بمجرد اندلاع التوتر، وهو احيانا بسبب تحريض بعض رجال الدين المتشددين، يحملون العداء تجاه بعضهما.استنشاق الغاز المسيل للدموع لم يستغرق الوقت طويلا من الشرطة البحرينية لتفريق المظاهرات في مهزة.فالاطفال يبدو انهم يشعرون بهم قبل رؤيتهم، حيث يهرعون بغية اللجوء الى ملجأ يحميهم قبل ان تعلن الشرطة عن نفسها بالقاء القنابل المسيلة للدموع.ويتشتت شمل الاخرين من البالغين الذين يلجأون الى المتاجر والمساكن، في الوقت الذي لا تحرك الشرطة ساكنا لتعقبهم على الرغم من تصريح سكان في الاسابيع الماضية بوجود اعمال عنف متكررة في الساعات الاولى من الصباح.وعندما سعى المحتجون في البحرين الى محاكاة الثورة المصرية عن طريق تنظيم مظاهرات حاشدة في فبراير/شباط عام 2011، دعت الهتافات الاولى للمحتجين الى اجراء اصلاحات، وليس اسقاط الاسرة الحاكمة.وتصدت قوات الامن بمنتهى القسوة لما اصبح انتفاضة بعد ذلك.كما ضمت صفوف الاحتجاج الاولى نسبة من السنّة الذين نفد صبرهم من الطريقة التي تدار بها البلاد.لكن منذ بداية التصدي اخذت المواجهات على نحو متزايد منحى طائفيا.وخلال لحظة غير عادية من الانفتاح لدى اسرة حاكمة في منطقة الشرق الاوسط، شكل العاهل البحريني لجنة وقبل نتائج تقرير محايد يفسر ما حدث، وهو تقرير أكد قتل قوات الامن عددا من المتظاهرين وتعذيبهم.وبعد عام من التقرير المعروف باسم تقرير اللجنة البحرينية المحايدة لتقصي الحقائق، وجهت اتهامات للاسرة الحاكمة بعدم اتخاذ ما يكفي من خطوات لتطبيق ما توصل اليه التقرير من نتائج من خلال الاصدقاء من دول الغرب وجماعات حقوق الانسان والنقاد داخل البحرين. وكانت وزارة الخارجية الامريكية قد عقدت مؤتمرا صحفيا اعربت من خلاله عن قلقها ازاء تزايد وتيرة العنف في البحرين، وتقويض حقوق حرية التعبير والتجمع والاستخدام "المفرط" للقوة من جانب الشرطة واجهزة الامن.وتنفي الحكومة البحرينية التهم المنسوبة وتقول انها تبذل قصارى الجهود الرامية الى تطبيق التقرير، فضلا عن اعتزامها جمع مختلف طوائف المجتمع والتأكيد على التزام قوات الامن بالمعايير الجديدة للسلوك.وكان وزير العدل البحريني خالد آل خليفة قد صرح قائلا: "نرغب في استعادة الوحدة على نحو يعالج الاخطاء السابقة".ونفى وزير العدل الاتهام بان النظام مازال يحمي كبار المسؤولين الذين ينحى إليهم باللائمة فيما حدث من تحركات مبالغ فيها في ظل قيادتهم.واضاف الوزير ان انعدام المساءلة يعتبره حلفاء البحرين في حد ذاته مشكلة كبيرة، حيث لا تتفهم واشنطن ما يحدث.وقال في مقابلة لبي بي سي "لو كانت الحكومة ترغب في التستر على ذلك، لما أمرت بتشكيل لجنة بحرينية محايدة لتقصي الحقائق".وأضاف "لدينا ما يكفي من الشجاعة والقدرة على مواجهة ذلك والتعامل معه. لن يتستر على اي شخص بحجة الافلات من العقاب".وقال "ما نسعى اليه هو تهيئة نظام مناسب للمساءلة بشأن ما حدث في البحرين، كما نرغب في استعادة الوحدة على نحو يعالج الاخطاء السابقة". وداخل غرفة للجلوس تحولت الى ما هو اشبه بضريح لصبي متوفى، جلست ام شيعية مكلومة تحمل وجهة نظر مختلفة. جلست الام مريم عبد الله تحيطها صور ابنها علي الشيخ، البالغ من العمر 14 عاما، الذي قتل من جراء عبوة غاز مسيلة للدموع اطلقتها الشرطة خلال مظاهرات مناوئة للحكومة في اغسطس/اب العام الماضي. واضافت انه بعد عام من نشر التقرير لم يطبق اي من نتائجه. وقالت "لم أشهد اي اصلاحات، نحتاج الى المساواة بين الطائفتين، لاسيما في الوظائف، وفي وزارة الداخلية والجيش وحتى في وزارة العدل". وقالت "هناك طائفية في هذا البلد، الطائفة الشيعية تعاني على نحو خاص من التهميش". وتعتقد الاسرة الحاكمة في البحرين وانصارها -مثلهم مثل اخوانهم في السعودية- ان ايران تحرض على احتجاج الشيعة في القرى المحيطة بالمنامة. وتعتبر البحرين مؤشرا لمنطقة الخليج. فاذا لم تحل الازمة هنا من خلال السياسيين في البلاد، فسوف تصدر البحرين الاضطرابات الى المنطقة، فضلا عن زيادة حدة الطائفية بين الشيعة والسنة، والتنافس الشرس بين السعوديين وايران. ويخشى الامريكيون من انه اذا لم يحدث اي تقدم سياسي، فسوف تواصل البلاد المضي في طريق التفتت وستكون ايران المستفيد الوحيد من ذلك.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

القوات الإسرائيلية تستهدف عدة بلدة عيتا الشعب في جنوب…
محمد بن سلمان وزيلينسكي يبحثان جهود حل الأزمة الأوكرانية…
الحكومة اللبنانية تُقرر ترحيل عبد الرحمن يوسف القرضاوي إلى…
الحكومة اللبنانية تُعلن أن وفداً برئاسة رئيس مجلس الوزراء…
ميقاتي يؤكد أنه أوصل رسالة واضحة إلى رعاة تفاهم…

اخر الاخبار

منظمة التحرير الفلسطينية تهنئ الشعب اللبناني بإنتخاب رئيس جديد…
وزير دفاع سوريا يؤكد أن الأسد استخدم الجيش لحماية…
مجلس المستشارين المغربي يؤجل تقديم السكوري لمشروع قانون الإضراب…
وفد مغريي يُمثل الملك محمد السادس في مراسم تنصيب…

فن وموسيقى

المغربية سميرة سعيد تسّتعيد ذكريات طفولتها وشغف البدايات بفيديو…
المغربية جنات تكشف عن موقفها من إجراء عمليات التجميل…
لطيفة أحرار تؤكد أن الجمهور الذي يعرفها فقط كفنانة…
وفاة الأب الروحي للأغنية الشعبية في مصر أحمد عدوية…

أخبار النجوم

يبدأ تصوير "عقبال عندكم" لحسن الرداد وإيمي سمير غانم…
هيفاء وهبى تطرح أحدث أغانيها "سوبر وومان"
مدين ينشر كواليس أغنية "باركوا" لمى فاروق بعد تصدرها…
أحمد سعد يمازح ويل سميث قائلا "بسم الله ما…

رياضة

محمد صلاح على موعد مع إنجاز تاريخى مع ليفربول…
المغربي عبد الرزاق حمد الله يُعرب عن سعادته بقيادة…
أشرف حكيمي يُتوج مع باريس سان جيرمان بلقب النسخة…
المغربي حكيم زياش يشترط على غلطة سراي الحصول على…

صحة وتغذية

المغرب يشهد ارتفاعاً مقلقاً في عدد الوفيات بسبب الإصابة…
الولايات المتحدة تسجل أول وفاة بشرية بسبب إنفلونزا الطيور
تناول الفواكه والخضراوات في نظامك الغذائي يُقلل من خطر…
المغرب يُعزز مكانته كمُصدٍر رئيسي للخضراوات الطازجة إلى بريطانيا

الأخبار الأكثر قراءة

هجمات المسلحين في سوريا مرتبطة بخسارة الكيان الصهيوني في…
الجيش السوري ينشر تعزيزات كبيرة لتأمين حماة وريفها
تحذير فلسطيني من التهجير وإقامة مناطق عازلة في غزة
تركيا تدعو إلى زيادة الضغط على إسرائيل لوقف الحرب…
إيران تتهم إسرائيل وأميركا بالوقوف وراء هجمات سوريا وتأهب…