بيروت ـ ميشال سماحة
أمل رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال عون بعد الخلوة التي جمعته بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، قبل مشاركته صباح السبت في قداس عيد الميلاد المجيد، أن يعيّد اللبنانيون بظروف أفضل، معتذراً عن عدم الكلام، على أن يكون له حديث الإثنين المقبل.
وكان عون وصل إلى الصرح البطريركي قرابة التاسعة والدقيقة العاشرة من صباح اليوم، حيث كان في استقباله عند مدخل الصرح المطرانان حنا علوان وبولس صياح. وتوجّه على الفور إلى صالون الصرح حيث كان في استقباله عند المدخل البطريرك الراعي والمطرانان بيتر كرم وأنطوان عوكر بالإضافة إلى المطرانين صياح وعلوان. وبعد التقاط الصور التذكارية، انتقل الرئيس عون والبطريرك الراعي إلى مكتب البطريرك حيث عقدا خلوة استمرت حوالي نصف ساعة، عرضا خلالها التطورات المحلية وأزمة عدم عقد مجلس الوزراء والسبل الآيلة لمعالجة الوضعين المالي والاقتصادي في البلاد.
وبعد الخلوة، غادر عون مكتب البطريرك وتوجّه إلى الصحافيين الذين تواجدوا في الصرح معايداً إياهم بعيد الميلاد المجيد، متمنيًا أن يعيده الله على جميع اللبنانيين بالخير وظروف أفضل. وقال: "أعتذر عن عدم الكلام اليوم، بتلاقوني يوم الإثنين وساعتها رح نحكي".
ثم انتقل رئيس الجمهورية إلى كنيسة الصرح حيث حضر قداس الميلاد الذي ترأسه البطريرك الراعي وعاونه فيه نوابه العامون، وخدمت القداس جوقة المدرسة الموسيقية الأنطونية بقيادة الأب فادي طوق.
وفي ختام القداس، غادر عون بعد أن قدم التهاني إلى البطريرك الراعي والمطارنة.
وقال الراعي خلال استقباله عون في بكركي قبيل بدء قداس الميلاد: "يبقى الأمل أكبر من اليأس".
وطالب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي "المسؤولين بـ"الكفّ عن جريمة تعذيب اللبنانيين وقهرهم"، لافتاً إلى أن "المسؤولين يعطلون مسيرة الدولة ويمتهنون قهر الشعب".
وفي كلمة له، خلال ترأسه القداس بمناسبة عيد الميلاد في بكركي في حضور رئيس الجمهورية ميشال عون، قال: "نهيب بالحكومة ألا تخضع للاستبداد السياسي على حساب المشيئة الدستورية، فمن واجبها استئناف جلسات مجلسها كي لا يتحول الأمر سابقة وعرفاً ويقيّد عمل الحكومات ورهن مسيرة مجلس الوزراء بموقف فئوي يشكّل خرقاً للدستور، ونقضاً لاتفاق الطائف وتشويهاً للميثاق الوطني ولمفهوم التوافق".
وأضاف: "امتهنوا قهر الشعب ولفّه بثوب الحزن بدل فرحة العيد ولسنا ندري أهدافهم، ونأمل أن تتمكنوا يا فخامة الرئيس من إيجاد السبل لتحرير الدولة من مرتهنيها"، معتبراً أن "الانتخابات النيابية استحقاق دستوري واجب وهي ضمان لحصول الانتخابات الرئاسية في موعدها وهي فرصة للتغيير".
وتوجه الراعي للرئيس عون، قائلاً: "لا بد من إنقاذ لبنان بمبادرات جديدة من بينها اعتماد مشروع حياد لبنان، لذلك نساندكم كي يستعيد لبنان توازنه وموقعه في العالم العربي وبين الأمم وكي ترفعوا غطاء الشرعية عن كل من يسيء إلى وحدة الدولة والشراكة الوطنية".
وفي السياق، قال الراعي: "يذهب فكرنا اليوم إلى أعزائنا أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت الذين يجرحون بسبب عرقلة مسار القضاء والخوف على مسار التحقيق، كما يذهب فكرنا إلى اللبنانيين اللبنانيون يعانون الفقر والجوع والحرمان من أبسط مسائل الحياة ونطالب المسؤولين في الدولة بالكفّ عن جريمة تعذيبهم وقهرهم فيما العمل السياسي يهدف إلى تأمين الخير العام".
ولفت إلى أن "هناك من يريد أن يجعل الناس تعتاد على غياب السلطات الدستورية وسائر منظمات الدولة، بغية خلق لبنان آخر لا يشبه نفسه"
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
ميشال عون يُهاجم "الثنائي الشيعي" ويدعو لانعقاد الحكومة ويؤكد أن مقاطعتها "غير مقبول"