واشنطن - المغرب اليوم
على خلفية رفض الميليشيات الحوثية المقترحات الأممية والمساعي الدولية والإقليمية لتمديد الهدنة وتوسيعها، أمرت الحكومة اليمنية (الاثنين) القوات العسكرية والأمنية برفع الجاهزية لاستكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، فيما اتهم رئيسها معين عبد الملك الميليشيات برفض السلام والارتهان لتنفيذ أجندة إيران التخريبية في المنطقة.
تصريحات الحكومة اليمنية جاءت خلال اجتماع مجلس الوزراء (الاثنين) في العاصمة المؤقتة عدن؛ حيث استعرضت عدداً من التقارير المدرجة في جدول أعمالها والمتصلة بالقضايا والأوضاع على المستويات السياسية والعسكرية والأمنية والخدمية والاقتصادية، بحسب ما ذكرته المصادر الرسمية.
وأوردت وكالة «سبأ» أن الاجتماع الحكومي ناقش مجمل الأوضاع العامة، مع تقييم مستوى إجراءات تنفيذ الوزارات والجهات المختصة للتوصيات والقرارات الحكومية المتخذة بناء على توجيهات مجلس القيادة الرئاسي، إضافة إلى خطة تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية، وشددت بهذا الخصوص على استمرار تسريع تنفيذ مسار الإصلاحات، بما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني والحياة المعيشية للمواطنين.
ونقلت المصادر الرسمية عن رئيس مجلس الوزراء معين عبد الملك أنه «أحاط الوزراء في مستهل الاجتماع بمستجدات الأوضاع على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والخدمية والعسكرية والأمنية وتوجيهات مجلس القيادة الرئاسي للحكومة في عدد من القضايا، وتقييم مستوى التنفيذ، مع تأكيده على أهمية استمرار ومضاعفة الجهود الحكومية خلال هذه المرحلة وترتيب الأولويات بما ينسجم مع الاحتياجات الملحة، وتخفيف معاناة المواطنين القائمة».
وبخصوص مستجدات الرفض الحوثي لتمديد الهدنة، أشار عبد الملك إلى ما تبديه حكومته ومجلس القيادة الرئاسي من حرص على تمديد وتوسيع الهدنة الأممية وموافقتها على المقترح المقدم من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، الذي رفضته ميليشيا الحوثي.
واتهم رئيس الحكومة اليمنية الميليشيات الحوثية بأنها «أكدت تهربها الدائم من استحقاقات السلام وأنها مجرد وكيل لتنفيذ أجندة النظام الإيراني ومشروعه التخريبي والتدميري في المنطقة».
وأثنى عبد الملك على المواقف الأممية والدولية التي حمّلت ميليشيا الحوثي المسؤولية حول رفض الموافقة على المقترح الأممي لتمديد وتوسيع الهدنة، وإمعانها في إراقة المزيد من الدماء، ومفاقمة الأزمة الإنسانية.
وأكد رئيس الوزراء اليمني على ضرورة رفع الجاهزية للتعامل مع المتغيرات المحتملة، في مختلف الجوانب، بما يؤدي إلى تحقيق تطلعات الشعب في استكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، موجهاً الوزارات والجهات الحكومية بمضاعفة جهودها وفق المعطيات الجديدة، بما في ذلك تفعيل أداء مؤسسات الدولة وتسريع مسار الإصلاحات وتخفيف معاناة المواطنين المعيشية وتحسين الخدمات.
وطبقاً لما نقلته وكالة «سبأ»، استمع «الوزراء اليمني» إلى تقرير وزير الخارجية وشؤون المغتربين، حول التحركات الأممية والدولية، لتمديد الهدنة واستمرار عرقلة ميليشيا الحوثي لتلك الجهود، وما يتطلبه ذلك من ضرورة إيجاد مقاربة جديدة للتعامل مع هذا التعنت الحوثي بدعم من النظام الإيراني وتهديد الميليشيات للأمن والسلم في اليمن والمنطقة.
إلى ذلك، جددت الحكومة اليمنية التزامها بنهج السلام الشامل والمستدام القائم على المرجعيات المتفق عليها محلياً والمؤيدة إقليمياً ودولياً، وبما يلبي تطلعات الشعب في استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء انقلاب الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني. كما دعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في الضغط على ميليشيا الحوثي وداعميها في النظام الإيراني للجنوح للسلام وتنفيذ ما عليها من التزامات تنصلت عنها بموجب بنود الهدنة الإنسانية.
وبحسب ما جاء في البيان الرسمي الصادر عن الاجتماع، أمرت الحكومة اليمنية القوات المسلحة والأمن «برفع الجاهزية والاستعداد للقيام بمهامها في الدفاع عن الوطن واستكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً».
على صعيد آخر، رحّب مجلس الوزراء اليمني بما تضمنه خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، من حرص على إحلال السلام في اليمن، وأن تؤدي الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة تماشياً مع مبادرة المملكة لإنهاء الأزمة في اليمن، للوصول إلى حل سياسي شامل.
وكانت الميليشيات الحوثية رفضت المقترحات التي قدمها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ بتمديد الهدنة وتوسيعها، ووضعت مطالب قال المبعوث إنه لا يمكن تلبيتها، في حين وصفها مجلس الأمن الدولي بـ«المتطرفة».
وإلى جانب هذا الرفض، أطلق قادة الميليشيات تهديدات باستهداف مصادر الطاقة في المنطقة وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وذلك بعد عدد من الاستعراضات العسكرية التي أقاموها في صنعاء والحديدة ومناطق أخرى، في مساعٍ لتخويف الداخل وابتزاز المجتمع الدولي.
قد يهمك أيضاً :
الميليشيات الحوثيةِ تعلنُ عنْ مبادرةٍ أحاديةٍ لفتحِ طريقٍ في تعزْ ( طريقُ الخمسينَ – الستينَ )
مخاوف ليبية من اصطدام الميليشيات بجهود محاولات توحيد المؤسسة العسكرية