القاهرة - المغرب اليوم
اعتبر السفير والمبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، أن وجود حكومتين في ليبيا «مسألة معقدة لا يمكن حلها إلا بتوحيد السلطة التنفيذية» عن طريق إجراء الانتخابات، وجاءت هذه التصريحات في وقت برز فيه مقترح جديد لتشكيل وحدة عسكرية مشتركة، تضم للمرة الأولى مقاتلي طرفي الصراع العسكري في البلاد.وطبقاً لبيان وزعته السفارة الأميركية، فقد بحث نورلاند أمس في العاصمة طرابلس مع عماد السائح، رئيس المفوضية العليا للانتخابات، مدى استعدادها لإجراء انتخابات «شفافة وموثوقة»، وإعادة التأكيد على دعم الولايات المتحدة للتنمية الديمقراطية في ليبيا. وقال نورلاند عقب اللقاء إنه «يجب أن تكون هناك حكومة واحدة موحدة في ليبيا، يمكنها السيطرة على كل البلاد»، داعياً إلى «التركيز على الانتخابات، ووضع قوانين وقاعدة لها». كما تعهد بـ«الاستمرار في التركيز على الفاعلين الأساسيين والمؤثرين في إجراء الانتخابات، مع دعم المسار السياسي، وإجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن».
وبعدما انتقد ضمنياً عدم توصل مجلسي النواب و«الدولة» لتوافق بشأن وضع الأساس الدستوري للانتخابات، أضاف نورلاند: «نترقب اجتماع المجلسين لهذا الغرض... وقد أكد السائح استعداد المفوضية لإجراء الانتخابات في حال التوافق على قاعدة دستورية.وبخصوص الشفافية في توزيع إيرادات الدولة، طالب نورلاند بوجود آلية لتوزيع إيرادات النفط وعوائده على جميع الليبيين، لافتاً إلى أنه ناقش مقترحات عدة من المجلس الرئاسي وحكومة «الوحدة» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ومجلس الدولة حول الشفافية في توزيع مداخيل البلاد.
أما بخصوص القوات الأجنبية الموجودة في ليبيا وآلاف المرتزقة، فقد أكد السفير الأميركي دعم بلاده مغادرة القوات الأجنبية للأراضي الليبية وتوحيد المؤسسة العسكرية، وعمل لجنة «5 5» العسكرية، قائلاً: «لدينا فكرة عن عملية توحيد الجيش الليبي... ونحن نركز على إعادة فتح سفارتنا في ليبيا، والعمل من مدن طرابلس وبنغازي وسبها». كما أعرب نورلاند لدى اجتماعه مع محمد الحداد، رئيس أركان القوات الموالية لحكومة الوحدة المؤقتة، مساء أمس، عن دعم الولايات المتحدة للجهود المبذولة لتأمين رحيل المرتزقة والمقاتلين الأجانب، وكذلك جميع القوات الأجنبية،
وحذر من ترسيخ أقدامهم في ليبيا، مشيراً إلى مناقشة الجهود الواعدة لتشكيل وحدة مشتركة، كخطوة أولى نحو إعادة توحيد القوات العسكرية الليبية.من جانبه، أدرج السائح اجتماعه مع نورلاند في إطار ما وصفه بدعم الولايات المتحدة للمسار الانتخابي في ليبيا، والوقوف على الاستعدادات الفنية للمفوضية، لافتاً إلى أنهما بحثا آخر مستجدات العملية الانتخابية. ونقل عن نورلاند إشادته بالمستويات المتقدمة التي بلغتها جهوزية المفوضية، والجهود التي اضطلعت بها في التعامل مع المراحل الانتخابية السابقة، مؤكداً استمرار دعم بلاده الفني والاستشاري، وصولاً لإنجاز انتخابات حرة نزيهة تعكس إرادة الشعب الليبي وآماله.
بدوره، اعتبر خالد المشري، رئيس مجلس الدولة، أن إجراء انتخابات مقبولة وسليمة يتطلب سلطة تنفيذية قادرة على بسط نفوذها على كل البلد، تكون مدعومة بسلطة رقابية موحدة، وهو ما يتطلب الإسراع في توحيد المناصب السيادية، مشيراً إلى ما وصفه بجهود المجلس لتحقيق الاستقرار وإنهاء المراحل الانتقالية من خلال استكمال التصويت على القاعدة الدستورية.
من جانبه، طالب الحداد الذي أشاد بالجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لدعم ليبيا في كل الملتقيات والمحافل الدولية، بأن تعمل مع المجتمع الدولي على الحد من التدخلات الإقليمية والدولية. وأكد الحرص على توحيد المؤسسة العسكرية لفرض الأمن والاستقرار، ولتحقيق تطلعات الشعب في قيام دولة مدنية.
كما نقل الحداد عن نورلاند إشادته بجهوده من أجل النهوض بالمؤسسة العسكرية، ومقترحه بتشكيل قوة مشتركة بين شرق البلاد وغربها «كخطوة أولى نحو توحيد المؤسسة العسكرية، تكون مهمتها حماية وتأمين الحدود»، لافتاً إلى الدعم الأميركي لهذه الخطوة، وكذلك الجهود المبذولة لتأمين رحيل المرتزقة والمقاتلين الأجانب لتحقيق الاستقرار المنشود في ليبيا، كما أكد موقف الولايات المتحدة بشأن ضرورة إجراء الانتخابات.
قد يهمك ايضاً