دمشق ـ المغرب اليوم
قاتلت قوات مدعومة من الولايات المتحدة مقاتلين أجانب يدافعون عن آخر جيب لتنظيم داعش في مدينة الرقة، معقل التنظيم المتشدد في سوريا، أمس الإثنين لتقترب حملتها المستمرة منذ 4 شهور على المدنية من تحقيق النصر.
وتصاعد دخان في سماء المدينة وسمع دوي رصاص مدافع رشاشة وقذائف مورتر، ولكن معدل الضربات الجوية انخفض مقارنة بما كان عليه أثناء زيارات سابقة للمدينة خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وتقاتل القوات الدولة التنظيم في منطقة صغيرة فقط من الرقة حول المستشفى والاستاد الوطني، ولا يمكن تحديد مدة المعركة إذ أن الاشتباكات مستمرة.
وغادرت قافلة تضم مقاتلين سوريين في صفوف تنظيم داعش وأسرهم الرقة وبقي ما يتراوح بين 200 و300 متشدد أجنبي في المدينة لخوض المواجهة الأخيرة، وتستعد قوات سوريا الديمقراطية حالياً للقضاء على الحكم الوحشي للتنظيم في الرقة التي تباهى فيها بسلسة انتصاراته المدوية عام 2014 وكانت مركزاً للتخطيط للهجمات على أهداف مدنية في الغرب.
وتأتي هزيمة التنظيم في الرقة في أعقاب انهياره في أنحاء العراق وسوريا وطرده من المدن ومقتل عدد من قياداته في ضربات جوية وفقده السيطرة على الآبار النفطية التي كانت مصدر تمويل خلافته المعلنة من جانب واحد.
وانحسر التنظيم، الذي كان يحكم في أوج أيامه ملايين الأشخاص في البلدين، في قطاع من الأراضي في وادي الفرات جنوبي دير الزور في سوريا ومناطق صحراوية على جانبي الحدود السورية العراقية.
ويساند التحالف قوات سوريا الديمقراطية بقوات جوية وقوات خاصة في حملتها على الرقة التي بدأت في نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، وتضمنت هجوماً استغرق شهوراً لعزل المدينة، وبدأت المعركة داخل مدينة الرقة نفسها في يونيو(حزيران) الماضي وتسببت الضربات الجوية المكثفة وحرب الشوارع بداخلها في نزوح كثير من سكانها إلى مخيمات للنازحين وحولت غالبية المباني إلى أنقاض.
وتمكنت الحملة التي تساندها الولايات المتحدة من طرد التنظيم من معظم شمال سوريا في حين طردت حملة منافسة يقودها الجيش السوري بدعم من روسيا وإيران وفصائل شيعية مسلحة المتشددين من الصحراء في وسط البلاد، وانسحب داعش من الريف المحيط بالرقة قبل أشهر وتتقلص تسريعاً آخر منطقة كبيرة من الأرض يسيطر عليها بامتداد مصب وادي الفرات في دير الزور وفي الصحراء على الجانبين.
وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية أنها حررت ساحة في الرقة كان تنظيم داعش يستخدمها في تنفيذ عمليات إعدام وصلب وتعليق جثث أثناء سيطرته على المدينة.
وأكدت هذه القوات التي تدعمها الولايات المتحدة في بيان أنها حررت بشكل كامل دوار النعيم الذي كان سكان المدينة يطلقون عليه "دوار الجحيم" أثناء سيطرة التنظيم المتطرف على المدينة التي كانت أبرز معاقله لـ 3 أعوام.
وتأتي عملية التحرير إثر قتال مستمر منذ أول أمس الأحد قرب الدوار، الواقع شرق الملعب البلدي لكرة القدم في المدينة والذي لا يزال يسيطر عليه الجهاديون، وأوضح المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره بريطانيا، أن مقاتلي التنظيم انسحبوا من محيط الدوار لكن قوات سوريا الديمقراطية لم تتمكن من السيطرة عليه بسبب الألغام الأرضية.
وتقاتل قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن، آخر جهاديي تنظيم داعش المتحصنين في جيب وسط الرقة، بعد أن استعادت نحو 90% من أراضي المدينة، ويقدر عدد مقاتلي التنظيم المتبقين في مساحة لا تتخطى 10% من المدينة بنحو 300 عنصر، يتواجدون بشكل رئيسي في المستشفى الوطني والمعلب البلدي في وسط المدينة.
وتواصل القتال مساء أمس قرب المستشفى والملعب، حيث استسلم 25 متمرداً وفشل هجومان انتحاريان، بحسب ما أعلنت قوات سوريا الديموقراطية.