صنعاء - المغرب اليوم
بينما تواصل الميليشيات الحوثية في صنعاء وبقية مناطق سيطرتها ارتكاب الانتهاكات، وتوسيع أعمال السطو والنهب، بالتوازي مع تصاعد الانفلات الأمني، وغياب حصول الضحايا على العدالة، شهدت 6 محافظات يمنية خلال الأيام الماضية حالة من الغضب والوقفات الاحتجاجية المنددة بفساد قادة الميليشيات.وفي هذا السياق، تم تنظيم كثير من التظاهرات والوقفات الاحتجاجية التي شارك فيها السكان من مختلف الشرائح، في صنعاء العاصمة وريفها، ومحافظات: الجوف، والبيضاء، وريمة، وإب.
وتنوعت أسباب الغضب الشعبي، إما على خلفية ارتكاب عناصر حوثيين جرائم قتل عمد، وقيامهم بأعمال دهم واقتحام للمنازل واختطاف وقمع وتنكيل بحق مواطنين وتجار ووجهاء قبائل، وإما على خلفية المطالبة بتنفيذ أحكام قضائية، وفتح تحقيق في جرائم نهب وسرقة.وتمثلت آخر تلك الفعاليات الاحتجاجية في تنظيم عدد من التجار في مدينة الحزم بمحافظة الجوف إضراباً شاملاً عن العمل، احتجاجاً على مقتل زميل لهم يدعى مؤيد فيصل الصمدي، برصاص مسلحين يعتقد انتماؤهم للميليشيات الحوثية، في المدينة الواقعة شمال شرقي صنعاء.
وجاء إضراب التجار بالتزامن مع تنظيم عشرات المواطنين في المدينة ذاتها اعتصاماً مفتوحاً بمركزها؛ حيث شرعوا في نصب عدد من الخيام للمطالبة بإلقاء القبض على الجناة وتقديمهم للمحاكمة.وكان مسلحون حوثيون قد اقتحموا محلاً تجارياً وسط مدينة الحزم في الجوف، وأطلقوا الرصاص الحي على مالكه مؤيد الصمدي وأردوه قتيلاً، ثم قاموا بنهب مبالغ مالية من المحل ولاذوا بالفرار؛ حيث اتهم السكان مشرفين وقادة في الجماعة بضلوعهم في الجريمة.
في سياق متصل، يواصل مئات من أبناء منطقة «الرياشية العليا» بمحافظة البيضاء اعتصاماً مفتوحاً في ميدان السبعين في صنعاء، لمطالبة الميليشيات بالإفراج عن شيخ قبلي وضبط أحد القتلة.مصادر مطلعة في صنعاء ذكرت لـ«الشرق الأوسط»، أن مئات من الوجاهات الاجتماعية ومواطنين ينتمون إلى تلك القبائل في البيضاء يواصلون الاعتصام، مع احتمالية التصعيد من قبلهم حتى تنفيذ جميع مطالبهم.
ويطالب المشاركون سلطات الانقلاب في صنعاء بسرعة الإفراج عن الشيخ صادق العبيي، أحد أبرز وجهاء قبائل الرياشية، وإلقاء القبض على قتلة أحد أبنائهم، المجني عليه سام السلم الذي لقي حتفه مؤخراً برصاص مسلحين حوثيين، بمدينة رداع في المحافظة ذاتها.واتهم المعتصمون القيادي الحوثي عبد الله إدريس المعين من قبل الميليشيات محافظاً للبيضاء، بمواصلة التستر على الجناة والضغط على أسرة المجني عليه وعلى وجهاء القبائل، لقبول التحكيم الذي وصفوه بـ«غير العادل».
وتزامن الاعتصام مع توافد قبائل أخرى في البيضاء إلى العاصمة، لتنفيذ احتجاجات منددة بمقتل الشيخ القبلي عبد الله الحميدي الذي قتل قرب منزله وسط العاصمة، على يد المشرف الحوثي محمد الزبيري، وسط اتهامات بتزعم الأخير عصابة مسلحة تمارس عمليات السطو والنهب المنظم بحق ممتلكات وأراضي المواطنين، تحت غطاء ودعم قيادات بارزة في الجماعة.جاء ذلك في وقت دعا فيه رجال قبائل في محافظة ريف صنعاء للاحتشاد إلى ميدان السبعين في صنعاء، للضغط على سلطات الانقلاب ومطالبتها بالكشف عن تفاصيل جريمة اقتحام مسلحين حوثيين قبل أيام منزل أحد وجهاء مديرية سنحان، يدعى صالح غالب الرهمي، وقتله داخل منزله، ونهب وسرقة ما بداخل المنزل.
إضافة إلى ذلك، نظم عشرات من وجهاء وأبناء قبائل محافظة ريمة، منتصف الأسبوع الماضي، وقفة احتجاجية أمام محكمة جنوب شرقي الأمانة بحي شميلة في صنعاء، للمطالبة بإعدام متهمين بقتل أحد أبنائهم.وأوضحت مصادر خاصة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن المحتجين طالبوا المحكمة الحوثية بعدم المماطلة وإضاعة دماء اليمنيين، ودعوها إلى التسريع في جلسات محاكمة المتهمين بجرائم القتل العمد التي كان من ضمن ضحاياها أحد أبنائهم، ويدعى صلاح الشرعبي الذي عثر وقتها على جثته بعد قتله مرمية في أحد شوارع العاصمة.
أما محافظة إب (190 كيلومتراً جنوب صنعاء) فشهدت قيام عشرات المعلمين والمعلمات بتنظيم وقفة احتجاجية في عديد من مدارس المحافظة، تنديداً بسرقة الميليشيات الانقلابية حوافزهم المالية التي تقدمها منظمة «اليونيسيف» التابعة للأمم المتحدة.وردد المشاركون في تلك الوقفة شعارات عدة، منددة بحرمانهم من قبل الميليشيات من الحصول على مستحقاتهم المالية التي تصرف لهم بين كل فينة وأخرى، كحافز نقدي من قبل المنظمة.
وفي تعليق له، دعا وزير الإعلام في الحكومة اليمنية الشرعية، معمر الإرياني، منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) لفتح تحقيق في حادثة نهب ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران مستحقات عشرات المدرسات في محافظة إب، والتي تقدمها المنظمة ضمن مشروع «الحوافز النقدية لدعم المعلمين والعاملين في المدارس».وقال الإرياني إن ميليشيا الحوثي لم تكتف بفرض قوائم بالمستفيدين من المشروع خارج كشوفات موظفي الدولة في قطاع التعليم بحجة «المدرسين الفاعلين»؛ بل عمدت إلى نهب حوافز مئات منهم، في الوقت الذي تواصل فيه نهب مرتباتهم منذ 8 أعوام.
ووصف الوزير اليمني الحوثيين بأنهم «عصابة إجرامية تتعمد بكافة السبل إذلال اليمنيين وتجويعهم وإفقارهم، مخلفة تراجعاً كبيراً في مستوى التعليم، وارتفاع نسب التسرب من المدارس، وأكبر مأساة إنسانية في العالم»، وفق تعبيره.ودعا الإرياني المنظمة الأممية إلى التحقيق في الحادثة، ومراجعة الآلية الحالية لصرف الحوافز، والتي مكنت ميليشيا الحوثي من تمرير آلاف من عناصرها ضمن كشوفات المستفيدين من المشروع الذي يهدف أساساً لتحسين الأوضاع المعيشية للمعلمين والمعلمات، والحيلولة دون انهيار العملية التعليمية في مناطق سيطرة الميليشيا.
قد يهمك ايضاً