بغداد – المغرب اليوم
اخلى متظاهرون مقر البرلمان العراقي مساء السبت في المنطقة الخضراء ببغداد بعد اقتحامه اثر رفض النواب تشكيلة حكومية جديدة، في حين ادى تفجير انتحاري جنوب العاصمة الى مقتل 23 من الشيعة المتوجهين الى زيارة ضريح الامام موسى الكاظم.
وافاد مصور لفرانس برس ان المتظاهرين الذين دخلوا البرلمان بعيد الظهر باشروا اخلاء المكان مساء السبت.وطلب عناصر من ميليشيا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر من المتظاهرين المغادرة بعد ست ساعات على اقتحامهم المبنى داخل المنطقة الخضراء الشديدة التحصين.
وقد تمكن متظاهرون غاضبون من اقتحام المنطقة الخضراء حيث العديد من المقار الرسمية قبل ان يدخلوا مبنى البرلمان.وتسلق هؤلاء الكتل الاسمنتية من خلال ربط كابلات باعلى الجدران التي تحمي المنطقة، وفق مشاهد بثتها قنوات التلفزة.
ثم توجه المتظاهرون الى مبنى البرلمان حيث عمد بعضهم الى تخريب قسم من محتويات المبنى والمكاتب في حين طالبهم اخرون بالتحرك في شكل سلمي وحاولوا الحد من الاضرار.وبقيت قوات الامن في مواقعها ولم تحاول منع المتظاهرين من دخول المبنى.
وتضم المنطقة الخضراء في وسط بغداد مقر البرلمان والقصر الرئاسي ومكاتب رئيس الوزراء اضافة الى سفارات عدة بينها الاميركية والبريطانية.وبدأت التظاهرة صباحا خارج المنطقة الخضراء، لكن المشاركين اقتحموا المنطقة بعدما فشل النواب مجددا في الموافقة على تشكيلة حكومية من التكنوقراط عرضها رئيس الوزراء حيدر العبادي.
وبدأ التحرك بعد دقائق من مؤتمر صحافي عقده الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مدينة النجف، منددا بالمازق السياسي الذي تشهده البلاد لكن من دون ان يأمر المشاركين في التظاهرات وبينهم عدد كبير من انصاره بدخول المنطقة الخضراء.ويسعى العبادي الى تشكيل حكومة من وزراء تكنوقراط مستقلين لمحاربة الفساد وتحسين الخدمات في البلاد، لكنه يواجه معارضة الاحزاب الكبيرة التي تتمسك بالسيطرة على مقدرات البلاد.
وسرعان ما دانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني اقتحام البرلمان العراقي، محذرة من زعزعة استقرار البلاد مجددا.وقالت ان "الهجوم على البرلمان والتظاهرات العنيفة في بغداد قد يزيدان من تفاقم الوضع المتوتر اصلا". واذ اعتبرت ان الامر يتعلق بـ"عرقلة متعمدة للعملية الديموقراطية"، شددت على الحاجة الملحة الى "العودة الى النظام سريعا (...) لما فيه صالح الشعب العراقي (...) وكامل المنطقة التي تواجه تهديدات كثيرة"
كما تخشى الولايات المتحدة ان تؤدي هذه الازمة السياسية الى الهاء السلطات عن التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية الذي يشكل "التهديد الفعلي" للعراقيين، وفق مسؤول اميركي كبير.ولا يزال الجهاديون يسيطرون على مناطق عراقية واسعة ابرزها مدينة الموصل رغم تقدم القوات العراقية باسناد جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وميدانيا، قصفت مقاتلات فرنسية بثمانية صواريخ عابرة من طراز "سكالب" موقعا للتنظيم المتطرف يستخدم لصنع عبوات ناسفة على الحدود العراقية السورية، كما اعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان السبت.واوضح لودريان الذي يزور ابيدجان ان المقاتلات "اطلقت ثمانية صواريخ سكالب وتسع قنابل على القائم (غرب العراق) على معمل مواد فوسفاتية" تستخدم في صنع عبوات ناسفة، مشيرا الى ان القصف نفذ ليل الجمعة السبت.
وشاركت في العملية طائرات ميراج انطلقت من الاردن، واخرى من طراز رافال انطلقت من الامارات العربية المتحدة.وعلى صعيد العنف، قتل 23 شخصا على الاقل واصيب 38 اخرون بتفجير سيارة مفخخة استهدف زوارا شيعة في منطقة قريبة من بغداد السبت، وفق ما افاد مسؤولون عراقيون.
وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية الاعتداء.والسيارة التي انفجرت كانت متوقفة على طريق في منطقة نهروان يسلكها الزوار الشيعة المتجهون الى ضريح الامام موسى الكاظم احدى العتبات الشيعية المقدسة، بحسب المسؤولين.
وفي بيان نشر على شبكات التواصل الاجتماعي، اعلن تنظيم الدولة الاسلامية ان انتحاريا فجر مركبته المفخخة بثلاثة اطنان من المتفجرات.وتشارك اعداد هائلة من الشيعة في بغداد كل سنة في احياء ذكرى وفاة موسى الكاظم الامام السابع لدى الشيعة الاثني عشرية عام 799. ومن القابه "كاظم الغيظ" و"باب الحوائج".
وشهد احياء الذكرى العام الماضي هجمات على الزوار اودت بحياة 13 شخصا.يذكر ان الخليفة العباسي هارون الرشيد كان امر باعتقال الامام موسى بن جعفر مرارا الى ان قضى في سجن الشندي بن شاهك الذي امر بجلده امام الناس.وتذكر الروايات الشيعية انه توفي مسموما بينما كان في السجن.