لندن - المغرب اليوم
كشفت صحيفة لاستامبا الإيطالية اليوم الأربعاء، أن قوات أمريكية خاصة تعمل في كامل أنحاء ليبيا تحت مسميات مختلفة، وتتنقل وتتجول في البلاد بملابس مدنية، مع تزويدها بمعدات قتالية قليلة ولكن ناجعة لأداء مهام استخباراتية عالية الدقة وشديدة الأهمية، مثل تلك التي أدت إلى الغارة على معكسر لداعش في صبراتة في فبراير(شباط) الماضي.
وقالت الصحيفة إن حادثة وصول قوات خاصة أمريكية في ديسمبر(كانون الأول) إلى قاعدة الوطية الجوية، والموقف العدائي لميليشيات طرابلس التي هددت باستعمال القوة لطردها، وتسريب صورها بعد ذلك إلى صفحات التواصل، دفع الولايات المتحدة إلى مراجعة استراتيجتها في ليبيا، والدفع بقوات نخبة ورجال عمليات ميدانيين لتنفيذ عمليات وأداء مهام في غاية الخطورة، ولكن بملابس مدنية عادية، يتنقلون في مجموعات صغيرة وبأعداد لا تُثير الشبهات أو تلفت الأنظار.
عمليات سرية
وفي هذا السياق قالت الصحيفة إن الولايات المتحدة، اعتمدت سيناريو العمليات السرية في ليبيا، منذ 2013 على الأقل، ونفذت عمليات كثيرة أكثرها لا يزال مجهولاً، بالاعتماد أساساً على قوات سرية منتشرة في عدد من المناطق الليبية المختلفة، بما في ذلك طرابلس ومحيطها.
وأوردت الصحيفة أن القوات الخاصة الأمريكية نجحت في تنفيذ عمليات عدة بفضل هذه الوحدات السرية، مثل غارة أكتوبر(تشرين الأول) 2013 التي انطلقت من سفنية حربية في عرض المتوسط بعد الإعداد لها على الأرض قبل أسابيع والتي أفضت إلى اعتقال القيادي في تنظيم القاعدة الليبي أنس الليبي، أو الغارة التي نفذت في يونيو(حزيران) 2014 واعتقل فيها المسؤول عن الهجوم الدموي على القنصلية الليبية في بنغازي أحمد أبوختالة، العملية التي أدت إلى مقتل السفير الأمريكي كريس ستيفنز.
وفي نوفمبر(تشرين الثاني) 2015 أدت غارة أمريكية بطائرة دون طيار على درنة، إلى تصفية القيادي في تنظيم داعش، أبونبيل الأنباري، وذلك بعد فشل محاولة مماثلة لتصفية القيادي الآخر في تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وحليف داعش في ليبيا المختار بلمختار، في أجدابيا.
وأضافت الصحيفة أن التطورات السلبية التي يعرفها المشهد السياسي الليبي بعد النكسة التي مني بها مشروع إقامة حكومة وحدة وطنية، بقيادة فائز السراج، وتردي الوضع الأمني والعسكري في البلاد، من المنتظر أن تشهد العمليات الخاصة الأمريكية تطوراً وتصعيداً كبيراً، بعد تعذر الاتفاق على عملية عسكرية دولية ضد داعش، في ظل استحالة الحصول على طلب رسمي بذلك من الحكومة المنتظرة.
قوات بريطانية
ومن جهة أخرى لا يقتصر الحضور السري للقوات الخاصة على الولايات المتحدة وحدها حسب لاستامبا، التي أكدت أن قوات خاصة بريطانية، تعمل هي أيضاً انطلاقاً من مدينة مصراتة، الليبية الأقرب إلى معقل داعش في سرت.
وأفادت الصحيفة أن القوات الخاصة البريطانية، منخرطة في عمليات عسكرية أكبر من العمليات اللوجستية التي تنفذها نظيرتها الأمريكية، وذلك انطلاقاً من نقطتين الأولى مصراتة والثانية في المنطقة الشرقية، قرب طبرق، وتحديداً من قاعدة جمال عبد الناصر.
وتستفيد القوات البريطانية حسب الصحيفة من وجودها المباشر على الأرض، ومن المعلومات الاستخباراتية الأمريكية أرضاً وجواً بفضل الأقمار الصناعية والطائرات دون طيار التي تراقب بشكل مستمر معاقل داعش وتحركاته، ومن المعلومات التي تحصل عليها بفضل طائراتها للتجسس التي تنطلق من قبرص لتعزيز معلوماتها عن انتشار وتحركات داعش وطرق تمويله وتسليحه براً وبحراً، وتنقلات قيادييه الذين يشكلون الهدف الأهم للقوات الخاصة البريطانية التي نجحت في تصفية عدد منهم، رغم الصمت الذي يُحيط بعلمياتها.