نيويورك ـ المغرب اليوم
تتصدر اخبار تنظيم "داعش" الصفحات الاولى للصحف بسبب هجماته الدامية وتدميره للمواقع الاثرية كما حصل في مدينة تدمر لكنه ليس الفصيل الوحيد الذي يدمر الآثار في سوريا كما افادت دراسة اميركية الاربعاء.
ويرتكب النظام السوري وايضا مجموعات المعارضة اعمال تدمير وفقا لتقرير اعده اخصائي في علم الاثار في الشرق الاوسط في جامعة دارتماوث شمال شرق الولايات المتحدة.
وتستند الوثيقة التي نشرتها صحيفة نير ايسترن اركيولوجي الى تحليل لمعلومات وصور تم جمعها بالاقمار الاصطناعية تظهر 1300 موقع اثري من اصل نحو ثمانية الاف تضمها سوريا.
وقال جيسي كازانا الاستاذ المساعد في دارتماوث ان اهتمام وسائل الاعلام "ادى الى اعتقاد سائد بان تنظيم الدولة الاسلامية هو الجهة الرئيسية المسؤولة عن اعمال النهب".
واضاف "لكن باستخدام الصور الملتقطة بالاقمار الاصطناعية اثبتت دراساتنا بان اعمال النهب شائعة جدا في انحاء سوريا".
ووفقا للمعلومات التي جمعها التقرير فان 26 بالمئة من المواقع نهبت في مناطق يسيطر عليها الاكراد او مجموعات معارضة اخرى.
وتعرضت حوالى 21,4 بالمئة من المواقع للتخريب في المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية و16,5 بالمئة في المناطق التي يسيطر عليها النظام.
وذكرت الدراسة انه تم تسجيل اعمال تخريب محدودة في مناطق الاكراد والمجموعات المعارضة الاخرى. لكن تنظيم الدولة الاسلامية يقوم باعمال تدمير على نطاق واسع موضحة ان 42,7 بالمئة من اعمال التخريب على يد تنظيم الدولة الاسلامية يمكن ان توصف بالكبرى مقابل 22,9 بالمئة في مناطق النظام و14,3 بالمئة في مناطق المجموعات المعارضة و9,4 بالمئة في المواقع تحت السيطرة الكردية.
وصرح كازانا لوكالة فرانس برس ان "تنظيم الدولة الاسلامية فظيع ووحشي. من ناحية اخرى تسجل اعمال نهب على نطاق واسع في عدة مواقع اخرى عبر سوريا".
ووقعت اعمال تخريب مهمة في مواقع اثرية تقع تحت سيطرة النظام ربما من قبل الجيش السوري ولم يتم توثيقها.
وعمد تنظيم الدولة الاسلامية الى اعمال تخريب وتدمير لمواقع اثرية عدة في سوريا والعراق خصوصا في مدينة تدمر التي استولى عليها التنظيم المتطرف في ايار/مايو الماضي.
وفي ايلول/سبتمبر اوردت قناة سي بي اس نيوز قصة مهربين يبيعون قطعا اثرية مسروقة للمساهمة في تمويل تنظيم الدولة الاسلامية منها فسيفساء نهبت من مدينة افاميا الاثرية في غرب سوريا.
واوضح كازانا ان هذه المدينة تعرضت اولا للنهب من قبل الجيش السوري وبدأت اعمال التخريب في 2012 بعد استيلاء القوات السورية عليها وسجلت اهم عمليات التخريب في جزء المدينة الذي تشرف عليه الحكومة.
وقال كازانا ان "الجيش الاميركي قادر على التخلص من كل الجهاديين لكن ذلك لن يضع حدا لاعمال النهب. انها مشكلة مرتبطة بالحرب وليس بتنظيم الدولة الاسلامية بحد ذاته".
وكان كازانا عمل في عدة مواقع اثرية في سوريا قبل الحرب التي اندلعت في 2011 واوقعت اكثر من 250 الف قتيل. وتولى مشروع وضع قائمة مفصلة باعمال النهب قبل عام تقريبا بفضل منحة من وزارة الخارجية الاميركية. ويريد الان توسيع اعماله الى مواقع اخرى في سوريا وشمال العراق.
واضاف "اعتقد انه من المهم ان نعرف ما يحصل خلال هذا النزاع. اردت ان افعل شيئا. عملت مطولا في سوريا واعرف الكثير من الاشخاص هناك (...) من خلال استخدام الصور الملتقطة بالاقمار الاصطناعية على الاقل لا يمكنهم اتهامي باني اقوم بحملة دعائية".
نقلًا عن "أ.ف.ب"