الناظور ـ المغرب اليوم
"كاد المعلم أن يكون مأساة”، هذا أكثر تعبير يصف قساوة ما عايشه رجل تعليم متقاعد، أفنى حياته في تربية وتعليم الناشئة، لتنتهي به الأيام في زاوية إحدى الفرعيات في جماعة العروي ضواحي الناظور في حالة صادمة, الرجل الذي قضى 30 سنة كأستاذ في التعليم الابتدائي حسب ما بثه فيديو على الإنترنت، تعرض لحادثة سير أدت إلى إصابته بكسور إضافة إلى ضعف في قدراته العقلية، ولأنه لم يتلقى العلاج حينها فقد أصيبت جروحه بتعفنات كما صار غير قادر على الحركة بسبب كسر على مستوى الرجل,أكرش حفيظ فاعل جمعوي قال في الفيديو الذي يحكي قصة الرجل، كنا نقوم بزيارة تفقدية للمؤسسات التعليمية في المنطقة وفي طريقنا إلى فرعية تريشات لاحظنا في الجوار غرفتا صغيرة، وكانت صدمتنا كبيرة عندما وجدنا بها معلم متقاعد في حالة يرثى لها، ورائحة المكان لا تطاق، والرجل يقضي حاجته في نفس المكان الذي ينام فيه، ووضعه كارثي, وأضاف المتحدث قمنا بمراسلة السلطات، وحملنا المسن إلى مستشفى محمد السادس في العروي رفضوا استقباله بدعوة عدم قدرتهم على معالجة حالته، واتجهنا به إلى المستشفى الحسني الذي رفض كذلك استقباله لنفس الأسباب، وبعد تدخل بعض الأطراف، استطعنا ضمان مبيته لليلة
في المشفى قبل أن يخبرونا بأنه هرب، عدنا لبيت السيد وكررنا محاولات إخضاعه للعلاج، إلى أن تدخل الخليفة العامل وتكلفوا بقضيته, وحسب نفس المتحدث الذي قام بالاتصال بعائلة الرجل المسن فقد تنكرت هذه الأخيرة للرجل، وكانت آخر كلمتهم “حتى يموت ويعيطو لينا”, وتساءل الفاعل الجمعوي عن مصير الرجل، وسط الرفض الذي تواجه به حالته المستعصية من عائلته والمستشفيات، محملا الدولة مسؤولية العناية بمن أفنو عمرهم في تقديم خدمات جليلة للبلد، وعلى رأسهم الرجل بطل الفيديو.