الرباط-المغرب اليوم
نفى عمال مغاربة اعتقلتهم السلطات الأمنية في الجزائر، قبل أيام خلت، التهم الموجهة لهم بشأن علاقتهم المفترضة بالأحداث الطائفية التي شهدتها منطقة غرادية، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 22 شخصًا، وجرح آخرين، كما فندوا نيتهم في القيام بأعمال متطرفة في منطقة بجاية.
وأفادت صحف جزائرية، استنادا إلى مصادر في التحقيقات الأمنية مع الموقوفين المغاربة، بأن الأمر يتعلق بعمال يشتغلون في مجال الزخرفة بالجبس، حيث أكدوا أن الأموال التي عثر عليها لديهم من عائدات عملهم، حيث تلقوا أجرتهم نقدا بالعملة الجزائرية والأجنبية لتعاملهم مع مواطنين أجانب، وكانوا متجهين إلى منطقة بوليماط الساحلية بهدف الاستجمام.
وأوردت المصادر أن تصريحات العمال المغاربة أثناء التحقيق تناقضت مع ما أدلوا به في مخافر الشرطة، حيث أكدوا بأنهم دخلوا الجزائر كسياح، مبرزة أن صور المقرات الأمنية والفيديوهات التي وُجدت في هواتفهم النقالة، دفعت إلى مواصلة التحقيقات معهم، بسبب الاشتباه في علاقتهم بأحداث غرداية، والتهيؤ لعمليات متطرفة في بجاية.
وأوضحت أن مسؤولا في القنصلية المغربية في الجزائر سارع إلى التنقل إلى ولاية بجاية، من أجل الوقوف على حقيقة ملف المغاربة الذين يتم التحقيق معهم، وبأنه تلقى تطمينات من مسؤولين أمنيين جزائريين بأنه سيطلق سراحهم فور إنهاء التحقيق معهم، إذا ما لم يثبت في حقهم شيء.
وتحقق السلطات الجزائرية، مع العمال المغاربة الموقوفين، بشأن احتمال وجود علاقة لهم بحركة "ماك MAK" من أجل الحكم الذاتي لمنطقة القبائل، لزعيمها فرحات مهني، مدعية أن المغرب يمول بشكل غير مباشر هذه الجمعية التي وسمتها بالانفصالية.
ولفتت المصادر إلى أن السلطات الأمنية في الجزائر لاحظت تنامي ما سمته ظاهرة توافد مغاربة إلى الجزائر بطريقة غير شرعية، وتوجههم خصوصا نحو الاشتغال في مهنة الجبس، التي تنتشر في منطقة بجاية، وتمتد إلى تيزي أوزو، محذرة من أن تكون هذه المهنة واجهة لممارسات لا قانونية للمهاجرين المغاربة.
يُذكر أنها ليست المرة الأولى التي تعتقل فيها السلطات الجزائرية مواطنين مغاربة، حيث سبق لها أن اعتقلت قبل أسابيع خلت سبعة عمال مغاربة يشتغلون في قطاع البناء في ولاية تلمسان، بتهمة الإقامة بطريقة غير شرعية على التراب الجزائري.