الجزائر ـ المغرب اليوم
استغرب رئيس جبهة التغيير، عبد المجيد مناصرة، أمس، افتقاد أحزاب السلطة للقدرة على المبادرة، مؤكدا أن حزبه لن يترك أي فرصة للمشاركة في حوار حول تحقيق التحول الديمقراطي في الجزائر، سواء دعت إليه المعارضة أو السلطة.
وقال مناصرة أمس الثلاثاء، في مداخلة له في ندوة نظمها حزبه حول “التحول الديمقراطي في ظل تعدد المبادرات”، “ليس بالتزوير أو بأغلبية عددية في البرلمان تقود البلد، بل بالمبادرات والقدرة على حوار الآخرين بمن في ذلك المعارضة”، مطالبا جبهة التحرير الوطني بامتلاك مبادرات خاصة بها “ما دامت السلطة لا تقدر على ذلك”، أي طرح مبادرات.
واعتبر مناصرة “أن كثرة المبادرات حالة صحية ومؤشر حيوي، ودليل أن هناك تطورا في الساحة السياسية”، ومن الضروري، حسبه، أن توفر الشروط ليلتقي أصحابها لتحقيق تحول ديمقراطي”، مرافعا لتحقيق “تحول لا يقصي أحدا، يجمع ولا يفرق، وغير محبوس في الماضي، لأن الالتفات للماضي يبطئ السير نحو المستقبل ويضيع فرص التوافق”.
كما ذكر أن حزبه سيستجيب لكل المبادرات، من الأفافاس أو غيره، شرط ألا تمس هذه المبادرات بثوابت الأمة وهويتها. مؤكدا أن جبهة التغيير “لا تقبل أن تكون في تكتل ضد تكتل آخر، أو مبادرة ضد مبادرة أخرى”، مبرزا أنه لا يمكن حدوث تحول دون السلطة التي تضم مؤسسة الرئاسة والمؤسسة العسكرية. وأوضح: “الجيش ليس طرفا لوحده، هو جزء من منظومة الحكم ومؤسسة من مؤسسات السلطة”.
ونصح مناصرة الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة بالتجاوب مع مبادرات المعارضة، ومنع ضياع فرصة التغيير وتحقيق التحول الديمقراطي الذي لم يكتمل بعد إطلاقه قبل ربع قرن، معتبرا أن فرض دستور جديد دون استشارة المعارضة سينتهي إلى الفشل، متوقعا إجراء جولة أخرى من المشاورات، تمنى هو أن تكون في شكل ندوة وطنية، وأن تعرض مسودة الدستور على الاستفتاء الشعبي. واعتبر أن عرض الدستور دون المرور على الشعب سيحول إلى مجرد ديكور، أو مساحيق تجميل تزول بعد استعمالها. واعتبر أن عدم إجراء جولة ثانية للمشاورات سيفهم على أنه عدم وجود نية أو رغبة في الإصلاح، لافتا إلى ضرورة بذل السلطة جهدا كافيا لإقناع المعارضة بجديتها، لجرها للمشاركة في المشاورات الجديدة، حسبما أفادت صحيفة الخبر.