الرباط-المغرب اليوم
من بين 350 ألف متطوع مغربي شاركوا في المسيرة الخضراء العام 1975، لتحرير الصحراء من شوائب الاستعمار الإسباني، يتواجد المئات منهم بدون عمل يعيلهم، ولا رعاية تحفهم، ولا مستقبل لأسرهم، حيث ينتظر بعضهم من يجود عليهم، أو من يحسن إليهم، نظير ما قدموه من تضحيات بعد أن ألقوا بأنفسهم في أتون حرب بلا دماء.
والتأم شمل العديد من متطوعي المسيرة الخضراء في إطار جمعوي يوحد أصواتهم، ويبلور مقترحاتهم ومطالبهم، هو المجلس الوطني السامي للمتطوعين للمسيرة الخضراء، والذي ينخرط تحت لوائه العشرات من المتطوعين، وأسر المتوفين منهم أيضا، حيث يهدف المجلس إلى أن يتواجد في كل جهة من الجهات الـ 12 في البلاد.
وذكر الكاتب العام للمجلس الوطني السامي للمتطوعين في المسيرة الخضراء، محمد كباب، أن الهدف الأول من هذا الإطار التنظيمي لمتطوعي المسيرة المظفرة، هو جمع شمل هؤلاء الذين ضحوا بالغالي والنفيس، وتركوا أسرهم وأعمالهم، وتوجهوا لتحرير الصحراء بالراية والمصحف فقط.
وبين كباب أن المجلس الوطني لمتطوعي المسيرة الخضراء أخذ على عاتقه بأن يُسلم بطاقات العضوية للمتطوعين أو المنخرطين أيضا، بالمجان دون مقابل مالي ولو كان زهيدا، بخلاف عدد من الجمعيات والوداديات التي اتخذت من هذا المجال تجارة، حيث تبيع تلك البطائق للراغبين فيها، بدعوى الاستفادة من بعض الامتيازات.
وأبرز أن مجلس متطوعي المسيرة الخضراء يرتكز في قانونه الأساسي على الاشتغال على تطوير التنمية البشرية للبلاد، من خلال الاعتناء بمتطوعي المسيرة الخضراء، لاسيما الذين لم يحصلوا على أية استفادة أو امتيازات، ويسعون لتحسين شروط حياتهم الشخصية والعائلية.
ولفت إلى أن "هناك من متطوعي المسيرة الخضراء من استفادوا من رخص للنقل، أو من أراضي فلاحية، أو أكشاك، فيما هناك متطوعون آخرون ظلت أيديهم صفرا"، مضيفا أن دور المجلس هو الأخذ بأيديهم في أفق إحداث مجموعة من المشاريع التنموية لفائدتهم، من قبيل عربات مجرورة، أو أكشاك صغيرة.
وأشار إلى أن المجلس الوطني السامي للمتطوعين في المسيرة الخضراء ساهم في استفادة أرامل متطوعين من بعض المعدات والتجهيزات التي تيسر لهم الاشتغال في مهن بيع الفطائر، أو الحلويات، وغيرها من المهن الصغيرة التي تمنح لهم اكتفاء معيشيا ذاتيا.
وأوضح كباب أن المسيرة الخضراء تعتبر المدرسة الأولى للمواطنة في المغرب، مشيرًا إلى أن العالم العربي يفتقد للمواطنة التي تميز الإنسان المغربي أينما حل وارتحل، قبل أن يكشف عن سعي الجمعية إلى إنشاء نصْبٍ لقسم الكسيرة الخضراء في ساحة البريد وسط العاصمة الرباط، من أجل إشاعة مبادئه ومعانيه بين الشباب الحالي.