الرباط – المغرب اليوم
كذَّب البيان الختامي للحوار الاستراتيجي الجزائري البرازيلي ما ذكره وزير "الخارجية" في الجارة الشرقية للمغرب، رمطان لعمامرة، من أن مواقف الجزائر والبرازيل تتفق على الدفاع عن القضايا العادلة ودعم مبدأ حق تحرير المصير كما هو الحال بالنسبة للشعبين الفلسطيني والصحراوي، في الوقت الذي لم ترِد في البيان الختامي أية عبارة من هذا القبيل.
وأعلنت وكالة الأنباء الجزائرية، قبل إصدار البلاغ المشترك بين البلدين، أن البرازيل عبرت عن دعمها "لحق تقرير المصير في الصحراء باعتبارها إحدى الدول الداعمة للقضايا العادلة"، لكن بعد صدور البلاغ، اتضح أن ما ادعاه لعمامرة غير صحيح، حيث ورد فيه أن الوزيرين أكدا على دعمهما لجهود الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه الشخصي، كريستوفر روس، من أجل التوصل إلى تسوية سياسية وعادلة ودائمة لهذا الصراع، وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والجمعية العامة للأمم المتحدة.
وصرّح لعمامرة في المؤتمر الصحافي الذي أعقب محادثاته مع وزير "الخارجية" البرازيلي، ماورو ليكر فييرا، الأسبوع الماضي، بأن البلدين يدعمان القضيتين العادلتين في كل من فلسطين والصحراء الغربية، مضيفا أن الجزائر والبرازيل متضامنتان في مواقفهما على الساحة الدولية بشأن مختلف المسائل، سياسية كانت أو اقتصادية، وأن البرازيل، رغم عدم انتمائها إلى حركة عدم الانحياز، تتبع سياسة غير منحازة في علاقاتها مع باقي دول العالم وتحرص على احترام استقلال وسيادة الدول.
أما البلاغ الختامي فقد ورد فيه بالحرف، "أكد الوزيران دعمهما لجهود الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه الشخصي، كريستوفر روس، للتوصل إلى تسوية سياسية عادلة ودائمة لهذا الصراع".
جاء ذلك بعد عقد العمامرة اجتماعًا مطولًا مع رئيس الدبلوماسية البرازيلية، حيث ركزت المناقشات، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية، على حالة العلاقات الثنائية وآفاق تعزيزها، "لاسيما من خلال تنفيذ برامج ومشاريع ومبادرات الشراكة ذات المنفعة المتبادلة في جميع المجالات".
واعتبر الجانبان أن الحوار الاستراتيجي جاء "ليعكس الإرادة القوية للرئيسين بدفع العلاقات الجزائرية البرازيلية قدما وتعزيزها في مختلف المجالات"، في الوقت الذي أشاد فيه وزير "الشؤون الخارجية" البرازيلي بالعلاقات بين بلاده والجزائر، ووصفها بـ "الممتازة".
وكان وزير "الخارجية" البرازيلي قد حظي باستقبال من قبل الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، قبل أن يستقبله الوزير الأول، عبد القادر سلال، ويجري، بعدها، مباحثات مع نظيره الجزائري في إطار الحوار الاستراتيجي بين البلدين.