سيدي قاسم - المغرب اليوم
تمكن لصوصٌ محترفون بطريقة ذكية للغاية من سرقة عشرة ملايين سنتيم لامرأة أرملة في حي الأمل في سيدي قاسم بعد أن أوهموا ضحيتهم بأنهم عبارة عن جمعية خيرية تهدف إلى مساعدة النساء الأرامل.
وتتكون العصابة من امرأتين ورجلين بسيارتين، مع ما يظهر عليهما من حالات الثراء، وتأبطهم لملفات وبيانات شخصية، استطاعت استدراج أرملة تقطن لوحدها في منزلها، بعد أن قدموا أنفسهم على أنهم عبارة عن جمعية خيرية موكل لها من طرف الحكومة البحث عن الأرامل وتقييدهم قصد مدهم بمساعدات نقدية تصل إلى ألفي درهم خلال كل شهر.
ولكي تستطيع العصابة الاستحواذ على ثقة الضحية التي اختارت أن تصطادها صباح الجمعة الماضي، حيث قامت بمدها بمبلغ ألفي درهم، وتسجيل اسمها وبياناتها، بعد أن قامت المرأة الأرملة باصطحابهم إلى بيتها.
خطة العصابة هذه في السرقة كانت ذكية للغاية، فلكي يتم تسجيل الضحية في ملفاتهم، أوهموها أنهم يتوفرون على جهاز راصد للمبالغ المالية في أرجاء المنزل، وأن عليها إبعاد أموالها من مكان جلوسهم، حتى لا يلتقطها جهازهم الذي له علاقة مباشرة بالإدارة المركزية، ذلك أن المنحة الشهرية تعطى للفقيرات، وهو ما استجابت له المرأة المسكينة في الحين، حيث عمدت إلى إخراج عشرة ملايين سنتيم من خزانتها أمام أنظارهم، ووضعتها في كيس لحبوب القمح عند مدخل باب المنزل، وبعد أخذ ورد في الكلام تسللت امرأة من العصابة وأخذت الأموال بعد أن استأذنت في الذهاب إلى المرحاض.
رباطة الجأش، وإبداء الثقة، والظهور بالمسؤولية، التي أتقنتها العصابة جعلت المرأة "الطامعة" في ألفي درهم خلال كل شهر تمنح ثقتها بالكامل، ذلك أن المسكينة خرجت مع العصابة بعد انتهاء مهمتهم، إلى أن أوصلتهم خارج حيها السكني، تعبيرًا منها عن اهتمامها وتقديرها لهم، غير أنها بمجرد ما عادت للمنزل وبحثها عن النقود، وجدت كيس القمح فارغًا تمامًا، لتدخل في نوبة من الصراخ والبكاء، إلى أن سقطت مغشية، بعد أن علمت أن الأمر مجرد خدعة ذكية للغاية من طرف عصابة تستبدل مبلغ ألفي درهم بمئات الآلاف من الدراهم.
ولم يُعرف لحد الآن هوية العصابة التي من الواضح أن لها خبرة عالية في موضوع متخصص يحمل اسم "السرقة بذكاء.