وجدة - كمال لمريني
في الوقت الذي دعا فيه عمر العباسي، الكاتب العام لشبيبة حزب الاستقلال إلى تأسيس كتلة تاريخية تضم أحزاب الكتلة الديمقراطية إلى جانب حزب العدالة والتنمية، بغية خلق تقاطب واضح في المشهد السياسي الوطني، ردت انتصار خوخو عضوة المكتب الوطني لشبيبة الاتحاد الاشتراكي، على هذه الدعوة، معتبرة أن المشهد السياسي المغربي يعرف حقائق يجب الانتباه إليها قبل الحديث عن التقاطبات الحزبية في المستقبل القريب.
وأكدت انتصار خوخو في تصريحها إلى "المغرب اليوم"، أن الدعوة إلى إحياء ما كان يسمى بالكتلة الديمقراطية هو من ضرب الخيال، لأن هذا التجمع الحزبي استنفذ أسباب قيامه وأهدافه وفرقت بين مكوناته السبل بعد انتخابات 2011.
وقالت انتصار، "لا يحق لأي شخص أو تنظيم سياسي الحديث باسم الاتحاد الاشتراكي أو ربط تقاطب جديد بضرورة وجوده لأن مقررات وبيانات الحزب ومؤسساته واضحة فيما يتعلق بحلفائنا داخل الحقل الحزبي".
وأوضحت عضوة شبيبة الاتحاد الاشتراكي، أن من يدعو إلى تشكيل ما يسمى بالكتلة التاريخية، أن يعلم "أننا حزب ذو مرجعية اشتراكية ديمقراطية ولا يمكننا بأي حال من الأحوال التحالف مع العدالة والتنمية لأن خط الإلتقاء غير متوفر بين مشروعين مجتمعيين متناقضين فكريًا وسياسيًا".
وتابعت انتصار قائلة، إن بيان اللجنة الإدارية الأخيرة للحزب واضح، خاصة وأن المرحلة المقبلة تتطلب من الحزب العمل على فتح النقاش مع قوى اليسار وبناء جبهة يسارية تقدمية بإمكانها قيادة النضال الديمقراطي والدفاع عن المشروع الحداثي ضد قوى الرجعية التي يأتي على رأسها شبيبة الحزب الراغبة في العمل على بناء كتلة تاريخية تتطلب من دعاتها أن يعودوا إلى محاضرة المفكر والمناضل الاتحادي الراحل محمد عابد الجابري في ندوة "مستقبل اليسار بالمغرب" سنة 1993 بالدار البيضاء وإلى كتاباته ليفهموا جيدا ما معنى الكتلة التاريخية.
وتجدر الاشارة، إلى أن الكتلة الديمقراطية عبارة عن تحالف سياسي لأحزاب مغربية كان يقودها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وحزب الاستقلال، وحزب التقدم والاشتراكية، إلا أنه جرى تفكيك هذا التحالف في الانتخابات التشريعية المغربية الاخيرة، بعد قبول حزب التقدم والاشتراكية المشاركة في حكومة عبد الاله بنكيران.