الرباط – المغرب اليوم
هاجم قادة التجمع الوطني للأحرار، حزب عبد الإله بنكيران، لأنه حسبهم، طبق في حقهم المقصلة السياسية، فإن كانوا بجنبه يثمن مواقفهم وإن اختلفوا معه في مقاربة بعض القضايا، يتهمهم بفقدان قرارهم السياسي وبالخيانة.
وأكد صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار، الذي كان يتحدث إلى رؤساء حزبه بالجماعات والأقاليم والجهات نهاية الأسبوع بالرباط "نحن نتعامل بأدب وفق منطق " أولاد الناس"، لكن حذار من تجاوز الخطوط الحمراء، والفاهم يفهم".
وأضاف "إنهم يتهمون حزبكم بالخيانة، في إحداث التحالفات أثناء تشكيل المجالس الترابية"، في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية، لكن هم أول من خان التحالفات، مؤكدا أن الأحرار هم حزب حر ولديه السيادة والقرار السياسي ولا يخضع لأي أحد، ويشتغل وفق ثوابت الأمة، ملتزم مع ملكه، إذ لا أحد سيزايد على التجمعيين في إيمانهم الراسخ بوظيفة الملكية بالمغرب، وتمسكهم بالقيم الإسلامية السمحاء، مع الانفتاح على العصر.
وأوضح مزوار أنه لولا التجمع الوطني للأحرار المؤمن بالوطن، لكانت حكومة بنكيران في مهب الريح، بعد مغادرة حزب الاستقلال، مشددا على أن حزبه أراد أن تستمر التجربة الديمقراطية احتراما لنتائج صناديق الاقتراع، ولم يكن من دعاة إسقاط الحكومة وضرب الديمقراطية المغربية.
وأضاف مزوار أن حزبه أرجع سكة العمل السياسي والاقتصادي للحكومة إلى الطريق الصحيح، بفضل حنكة وزراء الحزب الذين دبروا القطب المالي والاقتصادي للبلاد، التي كانت على حافة الانهيار التام.
كما هاجم مزوار الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية، دون ذكرها بالاسم، معتبرا أن البعض حفظ لنفسه قيادة تجربة الانتقال الديمقراطي التي سمحت بإحداث التناوب، معتبرا أن القرار السياسي المستقل لحزبه هو ما ساعد على أن يكون التغيير السياسي ممكنا في البلاد.
وتوعد مزوار خصومه السياسيين بتحقيق نتائج متميزة في تشريعيات 2016،" إذ سيدخل مرشحو الحزب بكل عزيمة وقوة وسيستفيد من الأخطاء التي ارتكبها خلال الانتخابات الماضية".
و وصف رشيد الطالبي العلمي، القيادي في التجمع الوطني للأحرار، حزبه بأنه عتيد منذ تأسيسه في 1978، إذ أحدث التوازن السياسي في البلاد، مشددا على أن مشاركة حزبه في الحكومات كانت نابعة من قراره السياسي المستقل، سواء في تجربة الانتقال الديمقراطي، يعني حكومة عبد الرحمان اليوسفي في 1998، أو لإنقاذ حكومة بنكيران من الانهيار.
وأكد العلمي إن التجمعين تعرضوا للقصف الإعلامي، حينما كانوا في المعارضة وفي الحكومة، وأثناء تشكيل المجالس الترابية، وصل إلى حد ممارسة "القضاء السياسي"، موضحا أن"هناك طرفا عين نفسه قاضيا، وبدأ يصدر الأحكام، هذا سيئ وفاسد، وهو معقول ونظيف"، لدرجة أضحى الاختلاف في مقاربة قضايا الشأن العام، تهمة وخيانة للأمانة، علما أن الخصومة السياسية تقتضي التعامل بعيدا عن توزيع الاتهامات.