مراكش-المغرب اليوم
أكد فاعلون إعلاميون وجمعويون، من المغرب ومن مغاربة العالم، أن التعاطي مع القضية الوطنية يحتاج إلى منهج جديد، يتجاوز ما دأبت عليه الدبلوماسية الرسمية من بهرجة وتجييش للعواطف، إلى استراتيجية هجومية أساسها خطاب إقناعي وجذاب داخليًا وخارجيًا.
وشدد النشطاء على ضرورة فتح المجال أمام الإعلام الذي يعري حقائق الوضع بالأقاليم الصحراوية، وتجاوز لغة الخشب، وعدم تخوين المنابر والإعلاميين الذين ينتقدون سياسة الحكومة بهذه المنطقة، مطالبين باستضافة ذوي الطرح الانفصالي، وفتح قنوات الحوار معهم.
ودعا المشاركون في ندوة إعلامية نظمت في مدينة ابن جرير، من طرف جمعية الصحافة والإعلام الإلكتروني في إقليم الرحامنة، ورابطة الصحراويين المغاربة في فرنسا وأوروبا، تحت شعار "دور الصحافة في خدمة الوحدة الترابية"، إلى تقوية الجبهة الداخلية عبر تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وشدد مولاي المهدي الزين، عن الرابطة المذكورة، على ضرورة نحت معجم جديد لمعالجة هذا الموضوع، مقترحا تغيير مصطلح "المرتزقة" بـ "المغرر بهم"، وعبارة "الوحدة الترابية" بـ "الوحدة الوطنية"، معللا ذلك بأن المقاوم الهبة ماء العينين حارب من أجل الوحدة الوطنية والمجتمعية.
وأشار الزين إلى أن المجتمع المدني في أوروبا لا يطلب من الحكومة سوى الاعتراف بمجهوداته، بدل وضع عراقيل أمام خطواته الجبارة في الدفاع عن القضية الوطنية بطرق حديثة، تجاوزت الأسلوب الرسمي، مضيفا أن الجمعيات ذات الصلة بالموضوع استطاعت فتح قنوات مع الانفصاليين، وتأسيس منظمة غوث للاجئين في تندوف.
وأوضح الكاتب الصحافي عبد الهادي مزراري، أن المغرب خاض منذ العام 1975 حربا قانونية ودبلوماسية، مهملا دور الإعلام في الدفاع عن القضية الوطنية، منبها إلى أن الصحافة الرسمية كانت تقوم بدور الإخبار وبث الخطاب الحماسي وحشد الهمم، وسد الطريق على الأفكار المضادة، لذلك ظل خطابها ضعيفا.
وأضاف، "إن هذا الضعف انعكس سلبا على قطاعات أخرى"، مناشدا المعنيين بالأمر "وضع استراتيجية أساسها تخطيط ذكي وبناء تحالفات داخل الجسم العربي والدولي، وتكوين صحافيين في مجال الإعلام الموجه، للدفاع عن القضية الوطنية.".
بينما سجل إدريس الروكي، مهاجر مغربي بإسبانيا، ورئيس المرصد الجهوي لتتبع السياسات، "افتقار القنصليات المغربية إلى قسم إعلامي لتتبع المقاربات التي لا تخدم القضية الوطنية، وأن الإعلام المغربي لم يصل بعد إلى مرحلة الهجوم، إذ ظل كما الدبلوماسية الرسمية يعتمدان خططا دفاعية".
ولفت الروكي الانتباه إلى "غياب المعلومات المستفيضة حول الفاعلين داخل الجبهة"، وكذا "استثمار النقط السوداء داخل النظام الجزائري إعلاميا"، وغياب معطيات دقيقة "عن سجناء حرية التعبير والرأي داخل الجزائر وتندوف"، وعدم "التناول الإعلامي الممنهج لاستغلال الأطفال الصحراويين من طرف أسر إسبانية".