تونس - المغرب اليوم
تبنّى تنظيم داعش الإرهابي رسمياً الهجوم على مدينة بن قردان التونسية، في إصدار بثته مؤسسة تابعة للتنظيم، تحت مسمى "تونس ومعركة العقيدة" التي هدد فيها التنظيم رغم إشارته غير الصريحة إلى فشله في هذه المحاولة إلى نيته في تصعيد العمليات التي تستهدف تونس في المستقبل.
وقال البيان الذي نشرته على مواقع التواصل مؤسسة "البتار" الإعلامية التابعة لداعش إن "معركة العقيدة أكدت أنها بداية الحرب التي لا هوادة فيها، وتُمثل جزءاً يسيراً من الفاتورة الباهظة التي يجب على تونس أن تدفعها"، داعياً الخلايا النائمة إلى التحرك، مشيراً إلى أن"العساكر وقفوا في طريقهم الذي سلكوه ،ولذلك هم وكل من يقف في صفهم سيكون هدفاً للسكاكين".
كتائب البتار
وكان لافتاً أن تنشر البتار هذا البيان على عكس البيانات السابقة التي كانت تنشرها مؤسسات أخرى، ويُشير ذلك إلى علاقة المؤسسة بالكتائب التي تحمل نفس الاسم "كتائب البتار" التي تضم أكثر الليبيين تطرفاً في سوريا في صفوف داعش الذين أسسوا هذه الكتائب بقيادة الليبي وليد الجلالي، التي توسعت لاحقاً المقاتلين التونسيين الذين تحولوا إلى سوريا، قبل أن تبدأ عودة الليبيين والتونسيين إلى ليبيا، بعد اتخاذ قرار تأسيس إمارة داعشية فيها.
تونسيو البتار
ولكن الكتيبة التي تأسست في ليبيا، عرفت هيمنة التونسيين عليها وعلى قيادتها، وذلك بعد ربطها بعمليات متحف باردو، والهجوم على الفندق في سوسة، والهجوم على الأمن الرئاسي، وتأكد انتماء عدد من الإرهابيين التونسيين الذين نفذوا هذه العمليات إلى كتائب البتار، وإشراف تونسيين عليها، مثل معز الفزاني، وعادل الغندري ومفتاح مانيطة، والذين كانوا من كبار المطلوبين لدى الأمن التونسي، باعتبار ماضيهم الإرهابي، والذين قُتلوا جميعاً، حسب تأكيد الأمن التونسي في الهجوم على بن قردان.
ومن جهة أخرى بدأت التقارير الصحافية الواردة من تونس، تكشف بعض خفايا الهجوم الذي تعرضت له بن قردان، ونقلت صحيفة الصريح التونسية، عن مصادر مقربة من التحقيق، إن أحد الإرهابيين الذين وقعوا في قبضة قوات الأمن مع أحد أبناء عمه، أدلى باعتراف عن حقيقة المشروع وخلفية الهجوم على مدينة بن قردان.
تسرب طلائع
وقال الإرهابي، عبد الناصر السليماني أحد أبناء مدينة بن قردان، الذين التحقوا بداعش في صبراتة الليبية، إن المخطط كان يقوم على تسلل طلائع من داعش لتنفيذ العملية، وأشار إلى أن عدد الذين نجحوا في التسرب إلى المدينة، كانوا حوالي 60 إرهابياً وصلوا على 3 دفعات وعلى فترات وعبر المسالك الصحراوية الصعبة والمجهولة بالاعتماد على مهربين خبراء بالصحراء.
وأوردت الصحيفة أن الخطة كانت تقضي بالسيطرة على مقر قيادة الحرس الوطني، المتخصص في حراسة الحدود، وثكنة الجيش، وذلك بهدف إرباك قوات الأمن والجيش القليلة في المدينة، والإعداد لوصول مئات المقاتلين من داعش الذين كانوا ينتظرون على الحدود من الجانب الليبي، للانطلاق نحو بن قردان القريبة، وإعلان إمارة جديدة، مقرها مبنى معتمدية المدينة، أية مقر السلطة المحلية، وإعلان المحكمة الابتدائية بالمدينة محكمة شرعية داعشية، لفرض واقع جديد في تونس.
ترجيحات
ولكن الهجوم الفاشل، وفي انتظار نتائج التحقيقات، ربما يعكس تحولاً في عمل التنظيم بعد الضربة الأمريكية التي استهدفت مقره الرئيسي في صبراتة منذ أيام قليلة، لمنع مجرزةٍ كبرى في تونس كما قالت وزارة الدفاع الأمريكية وقتها، بعد الارتباك الذي أصابه ما دفعه للمسارعة بمثل هذه العمليات، أو بعد إجباره على الخروج من صبراتة من قبل حلفائه السابقين في المدينة الخاضعة لـ"فجر ليبيا" بعد تسليط الضوء والضغط الدوليين عليها، وتعذر سفر مسلحيه إلى سرت الملاذ الآمن لداعش في ليبيا.