الرباط-المغرب اليوم
صنف تقرير عن "وضعية "الإرهاب" في العالم" للعام 2015، أصدرته وكالة استخبارات الأمن العام اليابانية التابعة لوزارة "العدل" في طوكيو، وللمرة الرابعة على التوالي، مُخيّمات تِندوف الصحراويّة الكائنة تحت السيادة الجزائريّة ضمن المناطق الغير آمنة، وذلك بعد رصد عدد من الاختطافات التي حدثت في المخيمات، خصوصًا على خلفية اختطاف عاملين في منظمات إنسانية في تلك المنطقة.
وتعد الطبعة الحديثة من التقرير امتدادا لتقريري كل من العامين 2014 و2013، تضمنت توصيفا دقيقا لسبب تردي الوضع الأمني في منطقة الساحل جنوبي الصحراء، كونه يعود أساسا إلى مساندة جبهة البوليساريو للمجموعات المتطرفة.
وكشف وجودَ علاقات بين قيادات وأعضاء من جبهة "البوليساريو" وفرعَيّ تنظيم القاعدة، في "شبه الجزيرة العربية" و"الغرب الإسلامي"، في وقت يتم الاحتفاظ بتصنيف "البوليساريو" ضمن لائحة المنظمات "الإرهابية" التي تهدد الأمن القومي الياباني، منذ العام 2011.
وفي السياق ذاته، أصدرت شرطة محافظة "كاناغاوا" اليابانية، مُذكرة اعتقال بحق مختار بلمختار، القيادي الجزائري في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، لاعتباره المدبر المباشر لاحتجاز أجانب في منطقة عين أميناس في الجزائر في العام 2013، والتي ذهب ضحيتها عشرات القتلى ضمنهم 10 يابانيين.
وعلى إثر ذلك، تتحضر طوكيو للدخول في تنسيق أمني واستخباراتي مع دول المغرب العربي، ضمن خطة تهمّ جمع المعلومات حول بلمختار وباقي المسلحين المنتمين إلى تنظيمات موالية لـ "القاعدة" و"داعش"، وهي الخطوة التي تأتي بعد تعهد وزير "الخارجية" الياباني، فوميو كيشيدا، بتقديم 24 مليون دولار، لفائدة دول الشمال الأفريقي، في سياق مواجهة "الإرهاب" وتعزيز الأمن، عقب اجتماعه مع وزراء مغاربيين في طوكيو.
وظهرت بوادر هذا التّنسيق، حين منحت اليابان، في الآونة الأخيرة هبة مالية بقيمة 31 مليون درهم، تخصص لإنجاز مشروع يمتد لـ 21 شهرًا، يستهدف تدعيم القدرات المادية لوزارة "الداخلية" من خلال تزويدها بتجهيزات متطورة للأمن والمراقبة، لاسيما تطوير نظام المراقبة في مطار محمد الخامس الدولي في الدار البيضاء، وتوفير آليات أمن ومراقبة المطارات من أجل تنمية قدرات المغرب على مستوى الأمن.
وذكر سفير اليابان في المغرب، تسينيو كيروكاكسا، وهو أيضا الممثل المقيم للوكالة اليابانية للتعاون الدولي، الذي وقع اتفاقية الهبة المالية بمعية وزير "الداخلية" محمد حصاد في الرباط منتصف تموز(يوليو) الماضي، أن بلاده تساهم، من خلال هذا المشروع، في تدعيم نظام مراقبة المطارات في المغرب، مشددًا على أهمية الاستقرار والسلم في تحقيق النمو الاقتصادي وفي الحياة اليومية للمواطنين المغاربة.